كتبت الأستاذة جمانة حيدر Jumana Haider
كتبت الأستاذة جمانة حيدر
Jumana Haider
( لا أنا إلاكَ أنت )
ستكونُ يوماً واحداً
أحداً عظيماً لم يكن يوماً
له كفواً أحدْ
و ستنتصرْ
و ستقهرُ الله الذي في داخلكْ
و توزّعُ الصلواتِ للحمقى
فأنتَ المُصطفى
ربُّ العبادِ بسجدةٍ سيكونُ لكْ
و تُحَقِّقُ الأمجادَ تعلو ثمّ تعلو
و البراهينُ الجليّة فيك تصرخُ أنتَ أنتَ
وما أنا إلاكَ تعلو مَنصِبكْ
و سَتُقنِعُ الحمقى بأنّكَ مُجتبىً
تتباركُ السّمواتُ و الأرضون بِكْ
و السائرونَ العابرونَ بحضرتكْ
و بأنّ نوراً مُنْزَلاً مِنْ كفِّكَ اليُمنى إلى اليُسرى سيمشي عابراً كلّ الأقانيمِ التي خُلِقَتْ لأجلِكَ يا مَلِكْ
لن تكتفي
ستمدُّ عرشَكَ فوقَ آلامِ الحَزانى و الثّكالى
ترمي فُتاتاً يابساً كي يُهرعوا و يُقبّلوا تلكَ التي تُدعى يَدَكْ
مِنْ ثُمَّ تسمع نبضهم فيهم يُنادي هيتَ لكْ
سيميلُ قلبٌ مِن هنا
و يميسُ قدٌ هاهنا
و سيعزفُ الموتى لحونَ الميجنا
و ستنتشي
لن تكتفي
ستصيرُ ربّاً قادراً
يمشي إليه الأشقياءُ الصّاغرونْ
يسبّحونَ بحمدِهِ
و سيركعونَ و يسجدونْ
كلُّ العبادِ سينحنونَ فنارهُ نارٌ و جنّتهُ حَرونْ
في جيبكَ الأُخرى ستُخفي دائماً
كلّ الشّياطينِ الّتي ربّيتَها لتكونَ لكْ
في اللّحظةِ القُصوى ستُطلِقُ نارَها
و يصيرُ أحقَرُها نبيّاً
ثم ربّاً
يعتلي عرشاً ضبابيّاً
و يكفرُ فيكَ أنتَ
يمدُّ أذْرُعَهُ إلى
أقصى حدودِكَ كاشِفاً
زَيْفَ الحقائِقِ
ثمّ يمضي في خُطاكَ كأنّه الميراثُ لكْ
ستمرُّ أجيالٌ و أجيالٌ
و يمضي عُمرنا
و نزيّفُ التاريخَ في أزمانِنا
فَتَغَيّرُ الأربابِ يعني أن نُغيِّرَ جِلدَنا
سنعيشُ في دوّامةٍ لا تنتهي
حتّى نعودَ لِرُشْدِنا
و سيولد الطّفلُ الّذي نَطَقَ الحقيقةَ ها هُنا
وسيهزأُ الأطفالُ مِن ميراثِنا
و يبولُ أصغَرَهم على ميثاقِنا
سنمارسُ القمعَ الشَّديدْ
و بالتزلف نرتدي وجه الوعيدْ
و كأنَّنا الأربابُ في عصرِ الجَّليدْ
و سننتهي حقاً
و يبقى الطّفلُ إنساناً وحيدْ
جمانه حيدر
Jumana Haider