فراشة الفن التشكيلي اميرة علاء : والداي وزوجي علاء سر نجاحي الفني والانساني

كتب : عزت اشرف عزت

اميرة علاء او اميرة الامراء فنانة تشكيلية تملك فرشاه أشبه بعصا موسى السحرية يسكنها روحا خفية تعينها بقوة لتنقل بالظلال والألوان أشخاصا ومناظر من دم ولحم تكون كوكبا متفردا من المجرات السماوية والإجرام السيارة والنجوم ، ويشكل عالما خاصا يختصر الماضي والحاضر والمستقبل في صورة لوحات فنية تتحدث وتتكلم وتنبض بالحياة ولا يتبقى ألا أن تأكل وتشرب حتى تصبح أدميه مثل بني البشر ، فالفرشاة هي التي تحدد بوصلة إبداعاتها على الورق ومعايشتها اليومية لباقي الكائنات أخرى من بشر وطيور وحتى الجماد تمدها بكنوز من لؤلؤ ومرجان بلوحات فنية بديعة الحسن إلا إنها ابتدعت خطا تشكيليا مميزا يعبر عن ذات وموهبة صاحبته الفنانة التشكيلية اميرة علاء التي تفتح قلبها لنا في هذا الحوار

معظم لوحاتك الفنية تدور حول بنات حواء وقضايا المراة فلماذا ؟
حواء سر الحياة ومنذ هبط ادم وحواء من الجنة إلى الأرض ،والأنثى تشكل تاريخ البشرية منذ ملاين السنين وحتى الان، وكان من الطبيعي أن اهتم بها من خلال رسوماتي ولوحاتي ، وخاصة في معرض أنطباعات الذي رصدت فيه أحوال المرأة منذ فجر التاريخ وحتى الان

كيف قدمت تجربتك الفطرية التلقائية المرتبطة بالواقع العام والمجتمع المعاش في تحدي لكل سلبيات المرأة ؟
نعم فلقد تحديت من خلال لوحاتي عن المرأة كل السلبيات التي عاشت ،وتعايشت بيننا منذ عقود طويلة ، وأعلنت من خلال الرسم أني أرى واسمع وأتكلم ،لذا تباينت اللوحات ، وكأنها نابضة بالحياة فهذه صورة لفريدة كاهار المرأة و الفنانة المكسيكية التي تحدت الإعاقة وغيرها من اللوحات.

المرأة في أعمالك ليست الملكة ولا الفنانة فقط وإنما شملت النساء البسيطات أيضا؟
نعم فالمرأة الارستقراطية لا تعيش وحدها على سطح كوكب الأرض فهناك الفلاحة ، وبائعة الخضروات ، كما أن هناك الفنانة والأديبة وبائعة المناديل
كم يستغرق زمن الانتهاء من رسومات لوحات كل معرض؟
حسب طبيعة اللوحات الموجودة فأحيانا يستغرق مني عاما كاملا وأحيانا يتجاوز هذه الفترة الزمنية لأنني اتانى كثيرا عند رسمي للوحات حتى تظهر في أكمل وجه وأحلى صورة
وهب ما زال للفن التشكيلي جمهوره ومحبيه ؟
طبعا فأنت لم تشهد أعداد من يزورون المعارض الفنية التي أقيمها فهم يتجاوزون المئات أحيانا بحثا عن فن راقي ما زال له جمهوره .

نلاحظ البناء المتوازن للوحاتك التشكيلية التي يغلب عليها دفء المشاعر؟
نعم فلقد نفذت معظم اللوحات بالألوان الزيتية والكولاج والميكس ميديا لأعكس مشاعر النساء وتحدياتهن وشطحاتهن وصمودهن أمام تيارات اليأس وسلبيات الخمول ، حتى وكأنك تشعر أن اللوحات ، تكاد تقفز من مكانها لتشاركنا حياتنا اليومية ، تأكل وتشرب وتتنفس كما استخدمت بالته لونية متجانسة يغلب عليها الألوان التي تشعرنا بالدفء والحياة والحيوية مثل البرتقالي بدرجاته والأحمر والأصفر معلنا تعبيره الصريح والواضح والمتحيز إلى ملامح الروح الأنثوية
لاحظنا أيضا ابتعادك عن السطحية ومحاولاتك المستمرة والدائمة للوصل إلى أعماق بنات حواء؟
نعم فلا يمكن أن اعبر عن المرأة إلا من خلال أعماقها التي تشمل سكانتها، ولفتاتها ،وروحها التي لا يعلم سرها إلا الله سبحانه وتعالى ،ولكني أحاول رسم مشاعرها الدفينة التي يستعصى على أي شخص الوصول إليها إلا من خلال الأحلام ، التي اعبر عنها بلوحات وكأنها تعكس بوضوح نبضات القلب واندفاع الدماء في الشرايين و الأوردة ،وهو ما يبدو جليا في صورة ألوان مرسومة بدقة أحيانا وبعشوائية منظمة و متعمدة في أوقات أخرى
في كل لوحاتك كيف نجحت في الحفاظ رومانسيتها وهدوئها؟
نعم فهاتين الصفتين أهم ما يميز المرأة ولذا تشم رائحتهما في كل اللوحات تقريبا .
هل معنى ذلك أن من يرسمون القشور الخارجية للمرأة والأشياء عموما فاشلون؟
القشور الخارجية في أي عمل لا تسمن ولا تغني من جوع ،وعلى من يعمل عليه أن يخلص في عمله ليصل إلى الأعماق ،وإلا كان الفشل مصيره .
لماذا تحرصين على رسم المرأة عبر العصور؟
لان لكل عصر بصمته ورائحته الخاصة التي تفوح بعبق التاريخ ، فالمرأة في عهد الفراعنة لها شكل خاص مختلف عنها في عصر المماليك ، وتلك التي في العصر البيزنطي لها شكل خاص يختلف عن المرأة في الثلاثينات و الستينات في مصر وهكذا

متى اكتشفت بداخلك موهبة الرسم؟
منذ الطفولة عندما كنت استخدم الألوان والفرشاة لرسم الأشخاص والبوتريهات ، وعندما كبرت درست الفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة ،دراسات حرة

من له الفضل في نجاحك كفنانة تشكيلية؟
والداي وزوجي الفارس النبيل علاء وجدي فهم دائما يشجعونني ويدفعوني للامام