باب الفن

أحمد عبد الصبور : كثير من الكومبارسات إستطاع أن يكتب إسمه بحروف من ذهب في صفحات التاريخ السينمائي

منى عبد الغني

إستضاف برنامج واحة الفنون على قناة النيل الثقافية المؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” مع الإعلامية ” رانيا عادل ” في حلقة خاصة عن أشهر الكومبارس في السينما المصرية …

برنامج ” واحة الفنون ” من تقديم كلاً من : الإعلامية ” نهاد الحديني ” والإعلامية ” رانيا عادل ” ، وإعداد كلاً من : ” محمد أبو بكر ” و ” إيمان ذكي ” ، ومخرج منفذ : ” أحمد فخري ” ، وإخراج : ” أشرف السايس ” .

وقد تحدث المؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

كثير من الفنانين المصريين إقتصر ظهورهم في الأعمال السينمائية على مشهد أو « إيفيه » ، وعرفوا بـ « الكومبارسات » ، منهم من إستطاع أن يكتب إسمه بحروف من ذهب في صفحات التاريخ السينمائي ، ومنهم من عاش حياته الفنية داعماً لنجوم السينما ومات مغموراً دون أن يعرفه أحد .
وكلمة « كومبارس » مأخوذة عن الكلمة الإيطالية «compares» ، وهو يسمى ممثل الخلفية أو الممثل الإضافي ، هو الممثل الذي يظهر في دور غير متكلم أو صامت في فيلم أو برنامج تلفزيوني أو مسرحي أو موسيقي أو أوبرا أو باليه (على سبيل المثال في جمهور أو مشهد شارع مزدحم) … كثيراً ما يتم إستخدام ممثلي الخلفية بأعداد كبيرة في أفلام الحرب والأفلام الملحمية ؛ إذ ظهر في بعض الأفلام مئات أو حتى الآلاف من الممثلين الذين تم إستخدامهم في الخلفية كأعضاء في فريق التمثيل .

يظهر ممثلوا الخلفية عادة في مشهد فصول مدرسة أو قاعة محاضرة في كلية أو جماهير عريضة أو كثيرة مثل أهالي حارة في حي شعبي أو قرية قد تصل إلى أعداد غفيرة مثل مشاهد المظاهرات والمعارك والحروب ويتلقون أجوراً ليلعبوا دوراً تكميلياً مهماً في عرض فني … وغالباً ما يضفي ممثل الخلفية واقعية على المشهد الفني ويساعد على خلق مناخ طبيعي لتنفيذ التصورات أو السيناريو من تسلسل أحداث القصة .

وأضاف ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

الكومبارس (بالإيطالية : Comparsa) ‏قد يرى البعض أنها تعني « الزائدون » ، أي أن أدوارهم في الأعمال ليست رئيسية ، ويمكن الإستغناء عنها ، ووجودهم يقتصر على إضفاء نوع من البهجة من خلال جملة أو مشهد ، أو ظهورهم في خلفيات البطل مثل المشاه في الشارع أو جمهور في إستاد .

ورغم أن دور الكومبارس يقتصر على مشاهد قليلة ، إلا أن هناك العديد من الكومبارسات إستطاعوا بهذه المشاهد الصغيرة أن يخطفوا أنظار الجمهور ، حتى ألف الجمهور وجوههم ، وأصبح وجودهم في الأعمال من العلامات المميزة في العمل السينمائي ، ومن أبرز كومبارسات السينما المصرية اللذين تركوا بصمة واضحة في الأفلام السينمائية :

” أدمون تويما ” :
إشتهر بتقديم أدوار الجواهرجي أو الخواجة في السينما المصرية ، وألف الجمهور شكله ، إلا إن إسمه وتفاصيل مشواره لا يعرفها أحد ، فهذا « الخواجة » ذو الملامح الغربية ممثل مصري من أصل لبناني ، عمل مدرساً في المدارس الفرنسية بالقاهرة ، وعمل بالإدارة المسرحية ، وقام بتأليف المسرحيات وترجمتها ، وعمل في مسرح ” جورج أبيض ” ، وأدى أدوار الخواجة في الأفلام المصرية الذي يتكلم العربية بلكنة أجنبية .

” ثريا فخري ” :
من الفنانات اللاتي لهن تواجد كبير في السينما ، فقد وصل رصيدها لأكثر من 48 فيلماً و32 مسرحية ، وكان أول أفلامها فيلم العزيمة وكانت ضمن فرقة الفنان « على الكسار » ، وقدمت مع ” إسماعيل ياسين ” عدة أدوار في أكثر من فيلم من أشهرها فيلم « الستات ميعرفوش يكدبوا » ، حيث جسدت شخصية « أم ياني » ، وإشتهرت بتقديم شخصية « الدادة » .

” فرج النحاس ” :
يعتبر أحد الجنود المجهولين في السينما المصرية ، قام بالعديد من الأدوار المتنوعة مثل المحامي ، الرجل الأرستقراطي ورجل البوليس ، ومن أشهر أدواره دور « الشاويش » مع ” إسماعيل ياسين ” في فيلم المليونير ، ويعد أحد أبطال المسلسل الإذاعي الشهير « عيلة مرزوق أفندي » .

” أنور عبد المنعم ” :
لم يتوقع أن يدخل عالم التمثيل ، ولكن صوته الرخيم الأجش أهله لدخول بوابة السينما ككومبارس ، وبدأت علاقته بالفن عندما إختاره المخرج « محمد فاضل » ليشارك معه بالمسلسل الدرامي الإجتماعي الشهير « أبنائي الأعزاء .. شكراً » للفنان القدير ” عبد المنعم مدبولي ” في أواخر السبعينيات ، وتوالت أعماله في تجسيد الأدوار المتنوعة سواء بالمسرح أو التليفزيون أو السينما ، وأشهر الأفلام التي ظهر بها كان فيلم « أبو علي » و فيلم « السفارة في العمارة » ، وتوفى في 5 نوفمبر 2011 م .

” نصر سيف ” :
أما صاحب جملة ” ينصر دينك يا أستاذ خليفة ” ، في مسرحية ” شاهد مشفش حاجة ” ، فيعد واحدا من أشهر ” الكومبارس ” في العالم العربي ، فعندما تسمع هذه الجملة لابد أن تعرف أنه الممثل ” نصر سيف “، الذي عرف بأدوار الشر في السينما المصرية … وهو خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية ، وإشتغل محصل فواتير الكهرباء في شركة الكهرباء ، وتوفى في 15 يونيه 2011 م ، وكان عمره 78 سنة .

وأشار ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

كما أشتهرت الممثلة ” فاطمة كشري ” ، عندما ظهرت مع الفنان ” أحمد مكي ” في فيلم ” لا تراجع ولا إستسلام ” … ومن أشهر الكومبارس أيضاً ، الممثل ” عبد الرازق الشيمي ” ، أو كما لقب بالسينما بـ ” فرعون ” ، الذي أشتهر بشخصية ” واو ” ، في مسرحية ” عفروتو ” مع النجم ” محمد هنيدي ” … ومن أبرز أعماله ” بلية ودماغه العالية ” ، و ” زيزينيا ” ، و ” لدواعي أمنية ” ، و ” جحا المصري ” ، و ” الحقيقة والسراب ” ، و ” عباس الأبيض ” ، و ” راجل وست ستات ” ، و” أزمة سكر ” ، و ” الكيف ” … وكانت آخر أعماله مسلسل ” الأخ الكبير ” .

وأيضاً الممثل ” صفا محمد ” ( صفا الجميل ) ، حاز على إعجاب الكثيرين ، ولقب بـ ” نوفل ” … وقد شارك في عدة أعمال من بينها : ” سلامة في خير ” ، و ” نوفل ” ، و ” دهب ” ، و” اليتيمتين ” ، و ” غزل البنات ” .

إن قائمة أبرز الكومبارس < لا تخلو > ، ومن أشهرهم على الإطلاق الممثلة ” فايزة عبد الجواد ” ، فقد تميزت بحدة ملامحها وغلظتها ، وكانت دائماً تقدم أدوار ” بنت البلد الشعبية ” ، أو ” السجانة ” التي تستطيع السيطرة على من في الحجز … ومن أشهر أعمالها السينمائية ” خلي بالك من زوزو ” ، و ” غريب في بيتي ” ، و ” آخر الرجال المحترمين ” و ” هنا القاهرة ” … ومن مسلسلاتها : ” بكيزة وزغلول ” ، و ” سوق الخضار ” ، و ” كيد النسا ” .

قائمة كومبارس السينما الذين رسموا الضحكة على وجوه الملايين تضم أسماء عديدة ، من بينهم : الممثل ” محمد عيد ” ، الذي عرف من خلال ظهوره في فيلم ” الرجل الأبيض المتوسط ” مع ” أحمد آدم ” عام 2001 م ، حيث لعب دور شقيق الفنانة ” نشوى مصطفى ” … ورغم قلة مساحته في الفيلم ، فإنه إستطاع أن يلفت إنتباه الجمهور .

وهناك الممثلة ” نبوية السيد ” ، التي لفتت الإنتباه مع الفنان ” محمد سعد ” في فيلم ” اللمبي ” ، فبالرغم من أنها ظهرت في مشهد واحد وهي تضحك أثناء أدائها الإمتحان مع ” محمد سعد ” ، فإنها حازت على إعجاب المشاهدين الذين حفظوا الكثير من جملها .

أحمد عبد الصبور
أحمد عبد الصبور

أحمد عبد الصبور
أحمد عبد الصبور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى