أخباردراسات وأبحاثسوشيال ميديا
ليلة فى حب ” باشراحيل “
بقلم / محمد قنديل
إنها ليلة معطرة بالنعناع وطعم السكر ..
ليلة معطرة ببساتين الورود الندية ورائحة العنبر ..
تنثر عبيرها وشذاها الفواح فوق ضفاف نيل القاهرة ليشتم أريجها العطر فى مركز الإبداع الفنى بدار الأوبرا المصرية بحضور نخبة كبيرة من الشعراء والادباء والمثقفين والعلماء والمفكرين والاعلاميين الذين ازدانت بهم قاعة المركز كاملة العدد فى ليلة حب ومشاعر فياضة بالود للشاعر الكندى حفيد امرؤ القيس د. عبدالله محمد صالح باشراحيل ابن مكة المكرمة المغرم بحب مصر والمتيم بأهلها.
فأخواله من مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية وإن كان مسقط رأسه ومولده فى مكة المكرمة.
لذا جاء إلى أرض الكنانة مصر المحروسة ليطلق منها أعماله الكاملة شعرا ونثرا حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة ومنح شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بجمهورية السودان.
كانت الليلة بحق تظاهرة ثقافية وفكرية تلألأت فيها حروف الشعر وكلماته فى سماء القاهرة عاصمة الثقافة العربية حيث إنها المرة الأولى فى مصر التى تنشر فيها الأعمال الكاملة للشاعر الكندى الكبير د. عبدالله باشراحيل فى حفل توقيع كبير فى دار الاوبرا المصرية منارة الثقافة والفن والإبداع المصرى.
وإلى جانب الشعر والإبداع أعلن د. عبدالله باشراحيل عن انطلاق جائزة الشيخ محمد صالح باشراحيل الكندى ( جائزة باشراحيل الأدبية ) للإبداع الأدبى بفروعها الخمسة فى شعر الفصحى وشعر العامية والرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية فى الشعر والقصة والرواية وذلك فى ثوبها الجديد .
ولعل هذه الجائزة تأتى وفاء وامتنانا لوالد الشاعر الشيخ محمد صالح باشراحيل وحرمه الشيخة مصباح عبد الواحد زقزوق رحمهما الله.
كما تأتى لاثراء الواقع الأدبى فى مصر والعالم العربى وتشجيعا للكتاب والأدباء على نشر إبداعهم بما ينتج أقلاما أدبية تساهم فى بناء الشخصية الثقافية وتقديم منتج إبداعى يثرى المكتبة العربية.
وإذا تحدثنا عن الشاعر د. عبدالله باشراحيل لن نوفيه حقه الأدبى والمعنوى فهو شاعر حدد مشروعه وهدفه الشعرى فى كل مايكتب وهو الدفاع عن قضايا الإنسانية أينما كانت لذا فهو شاعر يحمل فى إبداعه قضية ولايقول شعرا لمجرد الشعر بل للدفاع عن الحق ونشر قيم العدالة والخير والجمال وهو مانلحظه من خلال إنتاجه الادبى حيث صدر له ثمانية وعشرون ديوانا شعريا وستة كتب نثرية بدءا من اول دواوينه الشعرية ( معذبتى) سنة ١٩٧٨ وحتى ديوانه الثامن والعشرين ( الغوادى ) سنة ٢٠٢٤ إضافة إلى كتبه التى تضم العديد من الموضوعات والمقالات النقدية والفلسفية ونصوص الفكر والثقافة والاجتماع .
وإلى جانب ذلك تمت ترجمة شعره إلى لغات كثيرة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية وكتبت عنه مؤلفات نقدية عديدة وأكثر من رسالة جامعية وجرى تكريمه فى اكثر من بلد عربى وفى العديد من الجامعات ومهرجانات الشعر والأدب العالمية.
وعلى المستوى الانسانى فالشاعر د. عبدالله باشراحيل إنسان بسيط فى غاية التواضع ومكشوف للجميع كما قال ابنه المهند : هذا هو عبدالله باشراحيل لايبالغ ولا يتصنع ويستقبل ويرحب بالجميع ببشاشته المعهودة وأحضانه الدافئة وقبلاته الحارة وهدوئه الجميل ووجهه الباسم الصبوح.
لذا كان كل هذا الحب المتدفق من قلب محبيه فى مصر وكانت المبادلة حبا بحب وكانت الليلة مفعمة بالحب وفى حب الشاعر الكندى د. عبدالله باشراحيل حفيد شاعر قبيلة كندة أمرؤ القيس أشهر من تغنى بالحب فى الشعر العربى منذ العصر الجاهلى حتى الآن.