
عقد مركز إعلام الفيوم، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم ، لقاءً تثقيفيًا موسعًا تحت عنوان “الوعي الطلابي وترسيخ القيم الوطنية ” ، بمدرسة التجارة الثانوية بنات ، بحضور الدكتور خالد قبيصي وكيل وزارة التربية والتعليم ، والدكتورة آمال جمعة عميد كلية التربية بجامعة الفيوم ، والشيخ علي فتحي مدير التعليم الثانوي بمنطقة الفيوم الازهرية ، وسهام مصطفى مدير مركز إعلام الفيوم، ومروة إيهاب أبوصميدة، مسؤول الإعلام الأول بالمركز، و سوسن سعيد مدير المدرسة إلى جانب لفيف من طلاب المدارس الثانوية العامة والفنية .
يأتي اللقاء استكمالاً للحملة الإعلامية التي أطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات لتعزيز القيم الوطنية والانتماء لدى الشباب، بقيادة الدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلي، وبرعاية الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة.
وفي بداية اللقاء أكدت سهام مصطفى على أهمية الدور الذي تلعبه الهيئة العامة للاستعلامات في رفع الوعي لدى الشباب بالقضايا الراهنة، مشيرة إلى أن مثل هذه اللقاءات تسهم في ترسيخ المفاهيم الصحيحة وتعزيز قدرة الشباب على مواجهة الشائعات والتحديات المختلفة ، والتعريف بمنجزات الوطن وترسيخ
وتشجيع المشاركة الإيجابية والتفاعل المجتمعي المتواصل .
وفي كلمته، قدم الدكتور خالد قبيصي وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم ، رسالة شكر وتقدير للحضور، ورسالة ترحيب بأبنائه طلاب المرحلة الثانوية (عام – فني) ، حيث أكد على تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن وغرسها في نفوس أبنائنا الطلاب بالمدارس على مستوى المحافظة منذ المراحل الدراسية المبكرة، وأوضح أن احترام الرموز الوطنية والتضحية من أجل الوطن يعدان من الواجبات الوطنية، حيث يجب أن يسهم كل فرد في بناء وطنه وحمايته من التحديات والمخاطر.
وأشار وكيل الوزارة إلى أن الانتماء للوطن لا يقتصر فقط على الشعور بالحب والولاء، بل يشمل أيضًا العمل الجاد والمخلص من أجل المصلحة العامة، والتضحية بالوقت والجهد من أجل رفعة وتقدم المجتمع والوطن، وأضاف أن الانتماء يعمل على حماية المجتمع من عوامل الفساد والانحراف، ويسهم في تعزيز صلابته وتكامله وترابطه، كما لفت إلى دور المؤسسات التعليمية في تعزيز هذه القيم، مشيرًا إلى أن المدرسة هي المكان الأمثل لغرس هذه المبادئ في نفوس الطلاب، وشدد على ضرورة التركيز على تعليم اللغة والثقافة الوطنية، والتركيز على التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، من أجل ترسيخ حب الوطن في قلوب الشباب والأطفال والمراهقين.
كما أشار وكيل الوزارة إلى عدد من الأمثلة التى تمثل أشكال الانتماء للوطن، ومنها المحافظة على نظافة الطرقات والأماكن والمرافق العامة، ، والعناية بجمال الوطن، حيث يعكس المواطن المخلص حرصه على الحفاظ على البيئة والمرافق العامة نظيفة ومرتبة، مما يعزز شعوره بالفخر بمحيطه، والمشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية .
كما أكد وكيل الوزارة على دور المعلم في دعم القيم والعادات والتقاليد، المعلم النموذج القدوة، حيث يساهم في تعزيز وسلوكيات تُظهر احترامه للوطن، مما يدفع الطلاب لتبني نفس السلوكيات، وغرس الانتماء للوطن، من خلال تحفيز الطلاب على فهم قيم الانتماء للوطن، يمكن للمعلم أن يزرع فيهم حب الوطن ويشجعهم على تقديم كل ما في وسعهم من أجل رفعة بلادهم، كما يعمل على توجيه الطلاب نحو القيم الإيجابية مثل الاحترام، التضامن، والنزاهة، مما يجعلهم أكثر تأثيراً في المجتمع وأقدر على خدمة وطنهم، ومن خلال هذه الأشكال والأدوار، يقوم المعلمين بدورًا أساسيًا في بناء جيل مخلص ومتفاني لوطنه، يتسم بالمسؤولية والوعي بقيم الانتماء الوطنية.
وفي سياق متصل ذكرت د. آمال جمعة أن المواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط ، ولكن حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قـادرة على حسم الأمور، وحتى تكون المواطنة مبنية على وعي لا بد أن تتم بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة ، يتم من خلالها تعريف الطالـب بمفاهيم المواطنة وخصائصها، ويشارك في تحقيق أهداف التربية من أجل المواطنة مؤسسات عدة ، في مقدمتها: المدرسة التي تنفرد عن غيرها بالمسؤولية الكبيرة في تنمية المواطنة، وتشكيل شخصية المواطن والتزاماته، وذلك من خلال كل ما يتصل بالعملية التربوية من مناهج ومقررات دراسية، والتي تبدأ مـن مرحلة العمر الأولى ومن ثم عبر مراحل التعليم العام .
وتابعت أنه عندما يُذْكَر الوطن وأهمية حمايته يُذكر الشباب كعامل أساسي لحضارته وتقدمه وازدهاره والدفاع عنه وتعزيز سلامته وسيادته؛ وكمصدر لطاقته الدائمة المتجددة الدافعة له إلى مصاف الدول المتقدمة ، ولذلك كان الاهتمام من جانب الدولة ومؤسساتها بصناعة وتربية جيل شابّ مُثَقَّف مُسَلَّح بالعلم مُؤَهَّل تأهيلًا قياديًّا، قادر على النهوض بالوطن. وذلك عن طريق غرس حب الوطن بنحو علمي في الأذهان وبلورة مفهوم الانتماء للوطن لدى النشء الجديد ، لافتة الى أن الانتماء لا يمكن إدراكه إلا بالوعي مشيرة إلى أن
عملية بناء الوعي مسئولية كبري يشترك فيها الاسرة والمدرسة والإعلام والجهات المسؤولة عن الثقافة ، فالمواطن الواعي يعلم حقوقه وواجباته، ويعلم دوره الحقيقي، ويبقي دائما متزنا في مواقفه .
ومن جانب آخر أكد الشيخ علي فتحي أن الانتماء للأوطان أمر فطري لدى الإنسان، وقد أوجبت الشريعة الإسلامية على كل إنسان، أن ينتمي للوطن الذي يعيش فيه، وجعلت ذلك جزءًا من العقيدة ، بل انها سبقت كل النظم الحديثة، في إرساء قيم حب الأوطان والانتماء إليها والدفاع عنها مستشهدا بالعديد من النصوص الشرعية من قرآن وسنة التي نصت على ذلك ، مضيفا أن حب الانسان لوطنه، وتمني الخير له من دروس الهجرة النبوية الشريفة، موضحا إن الانتماء للوطن له مظاهر كثيرة، أهمها مواجهة كل الأخطار والأزمات والمحن والشدائد، والوقوف بقوة ضد أي محاولات للعبث أو الفساد، ومواجهة المغرضين الذين يسعون لهدمه، والتصدي لأعداء الوطن، ومواجهة كل أفعالهم، وعدم إعطاء الفرصة، لزعزعة الأمن والاستقرار المجتمعي، أو ترويع الناس أو المساس بالمرافق والمنشآت العامة، فالانتماء يعني المشاركة الإيجابية والمساهمة في القضايا العامة، والبعد عن كل الظواهر السلبية.
وطالب بضرورة ترسيخ هذه القيم لدى الشباب في الوقت الحالي، لأن كثير من الأزمات والمحن التي تواجه المجتمع، تكون نتيجة غياب مفهوم الانتماء، وكذلك يكون نتيجة مفاهيم خاطئة، الامر الذي يحتاج الى تكاتف المؤسسات الدينية والتعليمية والشبابية والثقافية ووسائل الاعلام لتوعية الشباب ، لأن هناك تحديات كثيرة، أصبحت تؤثر على فكرهم ، نتيجة وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، في محاولة لتجنيدهم ضد وطنهم، من خلال نشر أفكار متطرفة، تتنافى مع القيم الدينية والوطنية، ولذلك يجب حماية أبناء المجتمع من هذه الأفكار الهدامة، التي تضعف قيم الانتماء للأوطان.
وفي نهاية اللقاء قدمت مروة ايهاب ابوصميدة الشكر للحضور مؤكدًة على ان مواجهة التحديات التي تواجه الدولة تتطلب وعياً مجتمعياً مشتركاً بين جميع الفئات، وخاصة الشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية و الثروة الحقيقية لها، فلابد من رفع الوعي لديهم بالقضايا الوطنية بالحوار المتبادل والمتواصل معهم مما يعزز من انتمائهم لوطنهم.
هذا و قد دعا المشاركون في اللقاء الشباب الى ضرورة اتباع المنهج العلمي الصحيح في قبول الأخبار من مصادرها الصحيحة الموثوق بها، وكذلك تفعيل البعد الأخلاقي لكل مناحي حياتنا، حيث إن قضية الانتماء هي قضية أخلاقية في المقام الأول، وخاصة بعد ارتفاع نبرة النفعية عند بعض الشباب في علاقته بالوطن مع تراجع قيمة الوفاء والإخلاص له مهما عانى الإنسان فيه ، وكذلك الحاجة الى تطوير أسلوب عرض تاريخ الوطن ومنجزاته الحضارية بأساليب جديدة ومتطورة تعمِّق البعدَ الحضاري للوطن في نفوس الشباب