منوعات

يوسف حسين الفائز بكتارا : من يزرع لي بذرة نجاة في أرض قلبي المقفرة ويضمن لي ‏نموها؟

 

حوار : عزت اشرف

 

بيادق ونيشان  الرواية الفائزة بجائزة كتارا لعام 2024 عن فئة الروائية العربية المنشورة للكاتب والروائي المصري  الكبير يوسف حسين فما تفاصيل روايته الفائزة ومشواره الادبي ومرات حصولة بالجوائز  وعن اعماله الادبية ورايه في بعض قضايا الساحة الادبية في مصر والوطن العربي واشياء اخرى يسجله حواره معنا وتسجله السطور القادمة

 

ما هي قصة الرواية الفائزة بيادق ونيشان؟

فأحداثها تدور في فترة زمنية طويلة نسبيًّا منذ تولى الرئيس السادات حكم مصر وحتى ‏بعد ثورة 2011 بعدة سنوات، بالإضافة إلى زمن آخر وسيط بينهما، تدق له عقارب ‏الساعة عند كل بداية فصل، وتركز في هذا الزمن على ‏بطل الرواية

، فمُوجَز ما يعبر عن ذلك ما جاء على لسان آدم نفسه بطل الرواية: «من ‏يُخرِج من أعماقي المتعبة كل ما أرهق روحي، وآل بها إلى الذبول؟ من يدخن ذنوبي ‏ويمجها في فمه بدلًا عني؟ من يزرع لي بذرة نجاة في أرض قلبي المقفرة ويضمن لي ‏نموها؟ من يقنعني بأنني ميت وأُحاسَب؟ من يثبت لي أنني لست لعبة في أيادٍ قذرة ‏تحركني كيفما تشاء؟!

بالتأكيد فوزك بكتارا دعم أعمالك وجعلها ترى النور أكثر مثل الضوء الذي يجذب الفراشات، ماذا تقول للقائمين على كتارا بعد فوزك بالجائزة؟

أقدم لهم خالص الشكر والتقدير، على حسن قراءتهم المتمعنة للأعمال المشاركة في المسابقة، ودعمهم البنَّاء لكل موهبة تستحق

 

– متى بدأت الكتابة وهل حققت أحلامك في هذا العالم؟

بدأ حبي للكتابة منذ الصغر؛ كنت أكتب مقطوعات قصيرة جدا أشاركها بيني وبين نفسي، وبعد مرور سنوات وقد ازداد شغفي بها أضعافًا، وجدتني أكتب أكثر فأكثر، وتملكتني جرأة مشاركتها مع غيري، كي أعرف رأيه تجاهها أكانت تستحق أم لا، وما الذي ينقصها لتصبح منمقة تجذب أعين القارئين وتجرهم إلى مطالعتها بنهم، فكنت أستقي ملاحظات وراء ملاحظات، وحاولت أن أتمعن فيها كثيرًا لأسمو بكتاباتي إلى أفضل المراتب لغويًّا وأسلوبيًّا وأدبيًّا، فبدأت بنشر قصص في كتاب جماعي يضم العديد من الكُتاب المحترمين، ومن كرم الله أن نالت إعجاب القارئين وأشادوا بها، فأخذ فتيل حماستي يستعر لتخط أقلامي عدة روايات تناولت كافة التصنيفات؛ أخلاقية واجتماعية وفلسفية ودينية، وتقريبًا التزمت هذا النهج في أغلب أعمالي الروائية، ليجد فيه القارئ ما يتوافق مع ميوله، ولا يصاب بالملل من إقامة بناء الرواية على تصنيف واحد

 ما مؤلفاتك السابقة؟

– رواية “كيد الرجال”، وقد حصلت على جائزة مهرجان همسة للفنون والآداب في مصر (2018).
– رواية “أديرا”، وقد حازت جائزةَ مهرجان همسة للفنون والآداب في مصر (2019).
– رواية “لعبة الموت”، التي حصدت جائزة منف للرواية العربية عام (2019).
– رواية “إرم العهد الحديث”، في طبعتها الخامسة (2020).
– رواية “الأربعون الثانية”، في طبعتها الثانية (2021).
– رواية “الورقة الخضراء” (2022).
– رواية “بيادق ونيشان” (2023)

– ما وصاياك أو نصائحك للكُتاب الشباب لتتضمن أعمالهم الحد الأدنى لمعايير العمل الفني الروائي بخلاف كثرة القراءة والتهام الكتب؟

الصدق في القول والعمل، وألا يجعل قلمه محلا لإرضاء أحد سوى خالقه، ومواكبة العصر بأفكاره ومستجداته بما يتناسب مع مبادئنا الفطرية والقيم والأخلاق، وليس تماشيا مع الموضات الشاذة والترندات الفارغة، وكذلك تطوير موهبته وأسلوبه دائما ولا يتقاعس عن ذلك أبدا، ويتقبل النقد البناء بكل رحب

– هل تكتب وعينك على الجوائز؟

لا طبعا، وإلا لما كتبت حرفا وحدا. فالجوائز توفيق ورزق ، يأتي بها الله في توقيتها المناسب، بعد اجتهاد وسعي دؤوب.

هل أنت مع أم ضد تنصيف الأدب هذا بوليسي وهذا فانتازيا، إلخ؟

لا أرى فيه مشكلة، بل يساعد القارئ على أن يصل إلى ما يوافق ميوله وشغفه بسهولة.

– هل فكرت في الكتابة للسينما؟ ولماذا؟

لا أهتم لذلك كثيرا، لكن أغلب رواياتي نبأني الكثير من قرائها أنها تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا نظرا إلى ما تتضمنه من دراما واقعية تصلح لتطويعها لأن تُجسَّد في مشاهد مرئية.

– كيف نصل إلى الأدباء اليابانيين الذين توزع أعمالهم الأدبية بملايين النسخ في فترات وجيزة؟

القراء الشغوفون هم الفيصل في ذلك.

– لديك دار نشر، هل الضبابية في عالم النشر هي مَن دفعتك لإنشاء هذه الدار؟

نعم، لذلك طمحت إلى تأسيس دار نشر خاصة بي لأستقطب المواهب الأدبية التي تستحق فعلًا، ومعيار قبولها يقوم على تقييمها بنزاهة دون حسبان لأي شيء آخر سوى قيمة العمل واستحقاقه

– ما رأيك في نظام الورش الأدبية؟ وهل هي في صالح الإبداع أم ضده؟

لا ضير فيها لو كان هدفها صادقا وليس من أجل التجارة فقط، بل أراها مفيدة جدا من باب مشاركة الكاتب لتجاربه الحية بمميزاتها ومساوئها، لعلها تفيد غيره من الكُتاب.

– ما رايك فيمن يقتبسون بعض الأعمال الأدبية من أفلام أجنبية دون الإشارة إلى المصدر؟

أراه فقر موهبة للأسف، من كان شغوفا بالكتابة فلن يتطرق إلى ذلك أبدا، دع ذلك لهواة الشهرة الزائفة دون قيم راسخة.

– هل ترى أنه حتمًا ولا بد أن تدر الروايات والأعمال الأدبية ربحًا، أم يكفي أنها تساهم في نهضة الأمم والمجتمع ولا تهدف للربح؟

ليس مأمولا الربح من ورائها، ليس شرطا أساسيا للدافع إلى الكتابة، الكاتب الحقيقي سيفوح قلمه بعبير أفكاره دون اعتبار ذلك، وإلا لن يُكتب حرف بعد اليوم!

ولا شك أن ثراء المخزون الأدبي النافع يساهم في نهضة المجتمع.

– لو كانت لا تهدف للربح وتساهم في تحقيق السلم والأمن الاجتماعي ونهضة الأمم، فمن أين ينفق الأدباء على أنفسهم وأسرهم؟

معلوم أن لا أحد من الكُتاب في الحاضر يعتمد على موهبته تلك كمصدر للربح، فالكتابة تعد شغفا من باب الترويح عن النفس ليس إلا، وإن أصاب عملك ربحا فبها ونعم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى