منوعات

فيينا… عين السودان الساهرة”: سفارة تقود معركة البقاء والأمل من قلب أوروبا

السفارة السودانية في فيينا : جبهة دبلوماسية متقدمة في معركة السودان من اجل البقاء

 

فيينا : دعاء ابو سعدة 

في صمت القاعات الدبلوماسية بفيينا، حيث تتقاطع خيوط السياسة العالمية، تنبض السفارة السودانية بروح قتالية هادئة، تقودها رؤية السفير مجدي مفَضَّل النور. هنا، لا يقتصر العمل على البروتوكولات الرسمية، بل يتحول إلى جبهة متقدمة في معركة السودان المصيرية من أجل البقاء واستعادة عافيته.

إحاطات تخترق الصمت… ورسائل أيقظت الضمائر:

في وجه التعتيم الإعلامي الذي يحاول طمس الحقائق، والفتور الدولي الذي يثير القلق، تتبنى السفارة استراتيجية جريئة. إحاطات دورية مُفصلة تُقدم للبعثات الدبلوماسية والمنظمات الأممية، تكشف النقاب عن فظاعة المأساة التي تمزق السودان. صور وأرقام تتحدث بلسان الواقع المرير، تركز بشكل خاص على الاستهداف الممنهج للبنية التحتية المدنية، من مستشفيات ومدارس، إلى منشآت حيوية. هذه ليست مجرد تقارير، بل هي صرخات مدوية تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه شعب يُباد.

منابر الأمم المتحدة… ساحات لفضح الجرائم واستنهاض الهمم:

لم تترك السفارة منبرًا دوليًا في فيينا إلا وحولته إلى منصة للدفاع عن السودان. ففي أروقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومكاتب الأمم المتحدة المعنية بالمخدرات والجريمة، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، استثمرت كل مشاركة لفضح الانتهاكات الوحشية وعرض الاحتياجات المُلحة للمؤسسات السودانية التي طالها التخريب المتعمد.

في اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولجنة البرامج والميزانية باليونيدو، ومؤتمر مكافحة الفساد، قدمت البعثة السودانية أوراقًا ومذكرات مُفصلة تُوثق حجم الدمار الذي لحق بمؤسسات الدولة، بدءًا من هيئة الطاقة الذرية وصولًا إلى مستشفى الأورام في الخرطوم، مرورًا بمعامل البحوث الزراعية ومراكز مكافحة المخدرات. رسائل واضحة تستهدف استنهاض آليات الدعم الفني والتدريب والتجهيزات الضرورية، تمهيدًا لعملية إعادة إعمار شاملة وطموحة.

دبلوماسية الصورة والكلمة… السودان ينبض في قلب فيينا:

لم تقتصر جهود السفارة على قاعات الاجتماعات الرسمية. فبمهارة لافتة، نظمت على هامش المؤتمرات معارض وفعاليات جانبية مؤثرة. صور ومقاطع فيديو حية وثقت بشاعة التدمير والنهب والاعتداءات الوحشية على المدنيين الأبرياء. في هذه المساحات التفاعلية، تحول العمل الدبلوماسي إلى شهادة إنسانية مؤثرة، تُجبر الضمير العالمي على مواجهة حقائق مُرة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها.

مؤتمرات صحفية… صرخة غضب وأمل يتردد صداها:

في مؤتمره الصحفي الأخير، رسم السفير مجدي مفَضَّل بكلمات مؤثرة وخريطة ألم السودان، مدعومة بحقائق دامغة وشهادات حية. تحدث عن نهب 27 مصنعًا للأدوية، وعن الطائرات المسيّرة التي لا يمتلكها إلا جيوش الدول، وعن المذابح المروعة التي وصفتها تقارير أمريكية بأنها جرائم إبادة جماعية، وعن صمت العالم المُطبق. لكنه اختتم حديثه بنداء مؤثر إلى الضمير الإنساني الحي، مؤكدًا: “الحل سيأتي من داخل السودان… ولكننا نحتاج من العالم ألا يُغمض عينيه عن معاناتنا.”

السودان في قلب القيادة… إرادة تتحدى العاصفة:

على الرغم من وطأة الأزمة التي تعصف بالبلاد، نجحت البعثة السودانية في تحقيق إنجاز دبلوماسي لافت، بالفوز بمواقع قيادية مرموقة داخل عدد من المنظمات الدولية الهامة. فقد تولت رئاسة مجلس التنمية الصناعية باليونيدو، ونائب رئاسة مؤتمر مكافحة الجريمة المنظمة، وعضوية لجنة تعزيز الوضع المالي بمكتب مكافحة المخدرات. هذا الحضور القوي يُعد شهادة استثنائية على إصرار دولة تخوض حربًا شرسة على أرضها، وتقاتل ببسالة على الجبهة الدبلوماسية من أجل صياغة مستقبلها.

ختامًا… السفارة… نبض السودان في أوروبا:

إن ما تقوم به البعثة السودانية في فيينا يتجاوز حدود المهام الدبلوماسية التقليدية. إنها معركة وجودية تُخاض ببسالة الكلمات وقوة المستندات وحكمة العلاقات الدولية. إنها معركة دفاع عن تاريخ أمة، وحماية لحق شعب في الحياة الكريمة، وزرع بذور الأمل في إعادة بناء وطن لم يتوقف عن الحلم بالازدهار والسلام، رغم قسوة الدمار. السفارة السودانية في فيينا ليست مجرد مبنى؛ إنها عين السودان الساهرة، وقلبه النابض في قلب أوروبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى