سندريلا الألوان ناهد حنون، فنانة لبنانية تُحوّل الفن إلى فرح.

كتب : عزت اشرف
من قلب مدينة الميناء اللبنانية، حيث يلتقي عبق التاريخ بزرقة البحر، تبرز روحٌ فنيةٌ استثنائية: ناهد حنون. ليست مجرد فنانةٍ تشكيلية أو مهندسةٍ بارعة، بل هي قصةٌ من الجمال المتجدد، و”سندريلا الفن” بابتسامتها التي تُشعل نور الأمل في القلوب. فكل إشراقةٍ من ثغرها المبتسم تُعدّ شهادة ميلادٍ جديدةٍ للسعادة، وتُلقي بظلالٍ من البهجة على كل نفسٍ تلامس فنها. ناهد حنون ليست مجرد رسامة؛ هي روحٌ تُلون العالم بألوانٍ تُستلهم من أعمق ينابيع الإيجابية، وتُعلمنا كيف يمكن لابتسامةٍ واحدةٍ أن تُعيد صياغة نظرتنا للحياة برمتها.
فنٌ يولد من شغف: رحلة بين الريشة والتصميم
شغف ناهد بالفن لم يكن وليد صدفة، بل رفيق دربٍ أصيلٍ منذ الطفولة. هذا الشغف قادها لدراسة الفن التشكيلي في الجامعة اللبنانية، ثم تعمقت في الهندسة الداخلية بجامعة AUL. هذا المزيج الفريد منحها القدرة على دمج حرية التعبير الفني مع التطبيق العملي للتصميم. هي تؤمن بأن الفن يمنح المساحات روحاً، والهندسة تمنح الفن إطاراً ملموساً، وكلاهما يعتمد على الإحساس العميق بالألوان، التكوين، والتوازن.
ألوانٌ حرة: رؤيةٌ فنيةٌ تتجاوز القوالب
تتسم أعمال ناهد حنون بـتنوعٍ لونيٍ وماديٍ لافتٍ للنظر، فهي لا تُقيد نفسها بهويةٍ فنيةٍ ثابتة. كل لوحةٍ تُجسد فكرةً وشعوراً خاصاً، وتُحدد الألوان والمواد المستخدمة بناءً على هذه “الطاقة الخاصة” للعمل. هذا التنوع ينبع من رغبتها الدائمة في التجريب والبحث المستمر عن أشكالٍ جديدةٍ للتواصل البصري، فالفن بالنسبة لها مساحةٌ حرةٌ لاكتشاف الذات ولا تعرف القيود.
المرأة والطبيعة: إلهامٌ من جوهر الحياة
في لوحاتها، يظهر ارتباطٌ وثيقٌ بين المرأة والطبيعة، فهي تراهما كعنصرين يحملان جوهر الحياة ذاتها: القوة، الخلق، والخصوبة. تُجسد ناهد هذا التوازن الساحر بين رقة المرأة وعنفوان الطبيعة، بين الهدوء وجمال الوجود المتفجر، مُقدمةً رؤيةً متكاملةً للإنسان وارتباطه بجذوره الطبيعية.
الفن والشعر: حوارٌ بين الريشة والكلمة
تتجاوز أعمال ناهد حنون مجرد الصور البصرية، لتُصبح تجسيداً لأبعاد قصائد ومعانٍ شعريةٍ عميقة. تؤمن بأن الفن والشعر لغةٌ وشعورٌ وتعبير، وكثيراً ما تستلهم من القصائد صوراً ومشاعر تُحولها إلى لوحاتٍ تتحدث عن نفسها. هذا التناغم دفعها للتعاون مع شعراء بارزين مثل إبراهيم الجريفاني وجوليات أنطونيوس، في تجارب أثبتت أن الفن امتدادٌ للكلمة، يرسم ما يعجز عنه اللسان.
سفيرة الإيجابية: ابتسامة سندريلا تُضيء العالم
لم تقتصر مشاركات ناهد حنون على المعارض المحلية، بل امتدت لتشمل العديد من المعارض الدولية في الكويت، الأردن، مصر، المغرب، السعودية، ولبنان، وكان لها معرضها الخاص الأول في دبي بعنوان “أترابا”. لكن ما يميز “سندريلا الفن” حقاً هو روحها المفعمة بالحياة وابتسامتها الدائمة التي تنشر الفرح والإيجابية. هي تشارك الجمال والآثار والطبيعة عبر صفحاتها، وتُشجع متابعيها على رؤية الحياة بنظرةٍ متفائلة، لتُصبح فنانةً تُقدم رسالةً إنسانيةً شاملةً تُلامس القلوب وتُضيء الدروب.
أل
المرأة والطبيعة: أنشودة الخصب وقوة الوجود السرمدي
في لوحات ناهد حنون، يظهر ارتباطٌ وثيقٌ وعميق، يكاد يكون أزليًا، بين المرأة والطبيعة، كأنهما وجهان لعملةٍ واحدةٍ لا تنفصل، تجسد جوهر الحياة نفسها في أبهى صورها. ترى ناهد في هذين العنصرين منبعًا أصيلًا للقوة الكامنة التي تُشكل الوجود، والخلق المتجدد الذي لا يتوقف، والخصوبة اللانهائية التي تُثمر الحياة. كلاهما يعبران عن الجمال في أبهى تجلياته، وعن القدرة الفائقة على التجدد والنمو المستمر الذي يُعطي للحياة معنى.
هذا الميل العميق لربط المرأة بالطبيعة ليس مجرد اختيارٍ بصريٍ بسيط، بل هو انعكاسٌ لـفهمها الجوهري لتشابههما وتكاملهما العميق؛ فالطبيعة تتجلى في تنوعها الباذخ، من هدوء السهول الخضراء التي تبعث الطمأنينة إلى عنفوان العواصف الرعدية التي تُظهر القوة، تمامًا كروح المرأة التي تجمع في كيانها بين الرقة
س