القانوني مصطفى فكري: القوة والتفاوض ركيزتان أساسيتان لإدارة الأزمات في عالم يزداد اضطرابًا

أكد القانوني مصطفى فكري، الخبير الرياضي الشهير والبارز، أنّ العالم يشهد حاليًا أزمات متشابكة، معقّدة، وغالبًا مصطنعة، ما يستدعي وعيًا استراتيجيًا عميقًا، وقدرة احترافية على التفاوض توازن بين المصلحة الوطنية العليا، والحكمة والحنكة في إدارة المواقف الدقيقة.
وأوضح فكري “الحاصل على دورة إدارة الأزمات والتفاوض من كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا”، أنّ إدارة الأزمات لم تعد مجرّد ردّ فعل لحظي، بل أصبحت علمًا وفنًّا يبدأ بالتحليل الاستباقي، يمرّ بتقييم البدائل، وينتهي بإتقان مهارات التفاوض تحت الضغط.
وأشار مصطفى فكري إلى أنّ عددًا كبيرًا من الأزمات العالمية كان يمكن احتواؤه مبكرًا، لو جرى التعامل معه بمنهج يجمع بين الحزم والعقلانية والمرونة التفاوضية، مشيدًا في هذا السياق بنهج القيادة السياسية المصرية ومؤسسات الدولة في إدارة الأزمات الإقليمية والدولية، بوعي استراتيجي وقدرة على التقدير السليم للمواقف، بما يخدم صالح الوطن والمواطن.
وأضاف فكري: تُعد دورة إدارة الأزمات والتفاوض التي حصلتُ عليها من كلية الدفاع الوطني عام 2018 من أرفع البرامج المتخصصة في إعداد القيادات العليا والمتوسطة، وقد أسهمت بشكل كبير في تطوير أدواتي العلمية والعملية، خاصة من خلال المنهج التطبيقي الدقيق الذي شمل تحليل المواقف وفرض السيناريوهات المستقبلية.
وفي ظل ما يشهده العالم من حروب ونزاعات دولية غير مسبوقة، وتقلبات اقتصادية حادة، شدّد فكري على أنّ التفاوض العلمي المرن بات ضرورة لا غنى عنها، وهو طوق النجاة الحقيقي في أوقات الارتباك والضغوط المتزايدة.
وقدم فكري نصيحة مركزة في هذا السياق، قال فيها: “كن قلقًا عند بناء السيناريو، متشككًا عند تناول المعلومة، متشائمًا عند فرض الاحتمالات، حريصًا عند اختيار البدائل… تكن عند اشتعال الأزمة: هادئًا، واثقًا، متفائلًا، مستعدًا»، وأن «التفاوض الناجح لا يقوم على المناورة فقط، بل على استشراف المستقبل وامتلاك رؤية واضحة للنتائج المحتملة».
وأكد فكري أهمية التفاوض بوصفه جزءًا لا يتجزأ من خطط الطوارئ والاستجابة للأزمات، داعيًا إلى نشر ثقافة التفاوض وإدارة الأزمات كعلم يُدرّس، ومهارة يجب تنميتها وتطويرها لدى العاملين في مختلف المؤسسات والقطاعات.