مصطفى فكري: إسرائيل تتقمّص دور الضحية وتُهدد أمن أوروبا والعالم بالسلاح النووي وتزعزع الإستقرار العالمي

أدان القانوني مصطفى فكري، الخبير الرياضي والمتحدث الإعلامي الأسبق، والحاصل على دورة “إدارة الأزمات والتفاوض” من كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، التصريحات التي أدلى بها مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة، والتي وصفها بـ”المضللة والخطيرة”، معتبرًا أنها تأتي في إطار محاولة إسرائيل الدائمة لتزييف الوعي العالمي، وتقديم نفسها كضحية، في الوقت الذي تمارس فيه احتلالًا وعدوانًا مستمرًا ضد الشعب الفلسطيني والمنطقة.
وقال فكري إن الادعاء الإسرائيلي بأن تل أبيب تقوم بـ”العمل القذر” نيابة عن العالم لمواجهة إيران، يفتقر إلى أي أساس قانوني أو أخلاقي، متسائلًا: “من فوض إسرائيل بإثارة الفوضى في الشرق الأوسط وتهديد الاستقرار الإقليمي والعالمي؟”.
وأشار إلى أن تحذيرات المندوب الإسرائيلي حول احتمال وصول صواريخ إيرانية إلى بروكسل ومدن أوروبية أخرى، تمثل تهويلاً متعمدًا لتبرير السياسات العدوانية، في حين أن الترسانة النووية الإسرائيلية تمثل الخطر الحقيقي، لاسيما في ظل عدم خضوعها لأي رقابة دولية، ورفض إسرائيل التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
كما لفت إلى أن مندوبة الولايات المتحدة نفسها اعترفت خلال الجلسة بأن إسرائيل نشرت الفوضى في المنطقة، وهو ما يُعدّ اعترافًا رسميًا بحقيقة ممارساتها.
وحذّر فكري من “عقيدة شمشون” التي يتبناها عدد من الساسة الإسرائيليين، والتي تُلمّح باستخدام الأسلحة النووية بشكل شامل في حال فشل إسرائيل في مواجهاتها، سواء تجاه إيران أو أوروبا أو حتى داخل أراضيها، وهو ما يُمثل تهديدًا كارثيًا للأمن الدولي.
وفي هذا السياق، أشار فكري إلى تصريحات وزراء إسرائيليين هددوا بضرب عواصم أوروبية في حال خسارتها للحرب مع إيران ، مؤكدًا أن العالم بات أمام تهديدات نووية معلنة تستوجب تحركًا دوليًا فوريًا.
وأكد أن ازدواجية المعايير في التعامل مع إسرائيل تضعها في مرتبة “دولة فوق القانون”، مضيفًا: “لو صدرت مثل هذه التصريحات من أي دولة أخرى، لكانت كفيلة بإشعال حرب أو فرض عقوبات دولية صارمة فورًا”.
وأوضح أن إسرائيل، عبر تاريخها، لا تسعى للسلام بل تستهدف المدنيين، وتقصف المستشفيات، وتقتل الأطفال، وتحاصر الفلسطينيين، وتمارس التهويد المنهجي للقدس، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وأخيراً اعتدت علي إيران.
ودعا مصطفى فكري إلى فتح ملف الترسانة النووية الإسرائيلية بشكل عاجل، وإجبار تل أبيب على التوقيع على معاهدة عدم الانتشار، وإخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية، مؤكدًا أن العالم لن يعرف استقرارًا حقيقيًا ما دامت إسرائيل تهدد الأمن الجماعي بأسلحة دمار شامل غير شرعية.
كما ثمّن فكري تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أقرّ بأن بلاده شنت الحرب على العراق منذ 20 عاما استنادًا إلى معلومات استخباراتية خاطئة، وكذلك انتقادات الرئيس الأسبق بيل كلينتون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى حسب وصفه إلى افتعال حروب فقط من أجل البقاء في السلطة إلي الأبد.
وأشار إلى تصريحات أعضاء سابقين في الكونغرس الأمريكي، ممن أكدوا أن نتنياهو خدع الولايات المتحدة بدعوى أن سقوط النظام العراقي سيجلب الأمن، “لكن النتيجة كانت خسارة المليارات ودماء الجنود وتحول العراق إلى تابع لإيران، وها هو الآن يسعى لجرّ أمريكا إلى حرب جديدة ضد طهران”.
كما أثنى فكري على تصريح السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، الذي اتهم نتنياهو بجرائم حرب، واستخدام سلاح التجويع ضد الفلسطينيين، مؤكدًا أن الهجوم على إيران هدفه تقويض الجهود الدبلوماسية الأمريكية.
وفي ختام بيانه، أعرب مصطفى فكري عن استغرابه من مطالبة رئيس الوزراء ووزير المالية الإسرائيلي دول الخليج بدفع تكاليف الحرب على إيران، واصفًا هذه الدعوات بأنها ابتزاز مرفوض وغير أخلاقي.
وأكد فكري أن الحروب لا منتصر فيها، وأن العالم بأسره سيدفع ثمن أي صراع نووي أو عسكري جديد، مضيفًا: “يجب أن يُجتث الكيان الإسرائيلي من الشرق الأوسط، ولينتقل إلى أي ولاية أمريكية أو بلد أوروبي، فالعالم لن يعرف الأمن والسلام ما دام هذا الكيان يهدد البشرية كافة بأسلحته وسلوكياته”.