عام مضى.. وإنجازات تحققت

د/ عبد الله صادق دحلان
لقد كان العام الهجري المنصرم عامًا زاخرًا بالإنجازات للمملكة، عامًا تجسَّد فيه الحلم واقعًا، وتحوَّلت فيه الرُّؤية إلى خطواتٍ ملموسةٍ على أرض الواقع، تسير بثبات نحو مستقبل طموح، بقيادة حكيمة، ورُؤية إستراتيجيَّة تضع الإنسان في قلب التنمية.
ومن أبرز ما شهده العام الماضي، استمرار النجاحات الكبيرة، ضمن رُؤية السعوديَّة 2030، والتي أصبحت اليوم نموذجًا عالميًّا في التخطيط المستقبليِّ، والتحوُّل الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ، فقد واصلت المملكة تنويع مصادر دخلها، وتعزيز مكانتها العالميَّة في مختلف المجالات، من خلال مشروعات عملاقة، ومبادرات إستراتيجيَّة.
ففي المجال الثقافي، شهدت المملكة نهضةً غير مسبوقة، حيث احتضنت الفعاليَّات العالميَّة والمحليَّة، من معارض فنيَّة، ومهرجانات ثقافيَّة، وعروض مسرحيَّة وسينمائيَّة؛ ممَّا أسهم في إبراز المواهب السعوديَّة، وتعزيز الهويَّة الوطنيَّة، والانفتاح على الثقافات.
أمَّا في الرياضة، فقد سطعت شمس المملكة على الساحة الدوليَّة، باستضافة بطولات عالميَّة، وتوقيع شراكات رياضيَّة مع كُبْرَى الأندية، وتقدُّم ملحوظ في ترتيبها العالميِّ، وأصبح الرياضيُّ السعوديُّ نموذجًا مشرِّفًا في مختلف الألعاب.
واقتصاديًّا، حقَّقت المملكة أرقامًا قياسيَّةً، إذ شهدت نموًّا ملحوظًا في الناتج المحليِّ غير النفطيِّ، حيث ارتفعت مساهمة القطاع غير النفطيِّ في الناتج المحليِّ إلى نحو 50%.
كما شهدت المملكة تقدُّمًا في مؤشرات التنافسية العالمية، إضافة إلى تطورات كبرى في مجالات السياحة والاستثمار والتقنية والابتكار؛ ممَّا يؤكِّد قوة الاقتصاد الوطنيِّ، ومتانة البنية التحتيَّة، حيث يضخ صندوق الاستثمارات العامَّة أصولًا بقيمة 3.53 تريليونات ريال، وارتفعت نسبة الاستثمارات الأجنبيَّة، حيث تمَّ جذب أكثر من 570 شركةً عالميَّةً لإنشاء مقرَّات إقليميَّة لها في المملكة.
أمَّا في مجال المشروعات الإسكانيَّة، فوصلت نسبة تملُّك السعوديِّين للمنازل إلى أكثر من 65%، وانخفض معدل البطالة إلى نحو 7% بين السعوديِّين، وارتفع عدد الأسر المستفيدة من برامج دعم السكن إلى أكثر من 850 ألف أسرة.
ولم تغب الاستدامة عن المشهد، حيث أطلقت المملكة مبادراتٍ بيئيَّةً طموحةً، مثل «السعوديَّة الخضراء» لزراعة 10 مليارات شجرة، تأكيدًا على التزامها بالمحافظة على البيئة، ومكافحة التغيُّر المناخي، لتبقى أرض الحرمين الشَّريفين بيئةً نابضةً بالحياة للأجيال القادمة.
والاهتمام بتنمية السياحة والضيافة، التي هي أحد أهم مستهدَفات رُؤية المملكة 2030، حيث سجَّلت المملكة أكثرَ من 100 مليون زائر، ومشروع البحر الأحمر الفاخر، الذي يُتوقَّع أنْ يجذبَ مليونَ زائرٍ سنويًّا حتَّى عام 2030.
وتم تدشين مشروعات عملاقة، وبنية تحتيَّة مثل مشروع «مكعب» العملاق في الرياض، بتكلفة 50 مليار دولار، والمخطط سيكون الانتهاء منه بحلول عام 2030، مع التقدُّم الكبير في شبكة الطرق، والسكك الحديديَّة في مختلف مناطق المملكة.
أمَّا في مجالات التحوُّل الرقميِّ والابتكار، فسجَّلت المملكة استثماراتٍ ضخمةً في الاستثمار في الذكاء الاصطناعيِّ والإدارة الرقميَّة، فأصبحت المملكة في المرتبة الأُولَى عربيًّا في مؤشِّر AI العالمي.
ومع الاهتمام بقطاع الصحَّة والبيئة والحياة، ارتفع متوسط العمر المتوقَّع إلى نحو 78 سنةً، وارتفع عدد مراكز الرِّعاية الصحيَّة؛ لتغطِّي حوالى 97% من المناطق السكنيَّة.
ومع بداية هذا العام الهجريِّ الجديد، تحتفل المملكة بإرثٍ غنيٍّ من الإنجازات الغنيَّة؛ لتواصل مسيرة التقدُّم والتألُّق بقيادة عظيمة ترسم لنا الطريق، نُقبل على عامنا الجديد وأحلامنا أصبحت أقرب، وواقعنا أبهى، والطموح لا سقفَ له.
فكلُّ عامٍ ومملكتنا الغالية بخير، وقيادتنا بخير، وشعبنا الكريم في أمنٍ وازدهارٍ.