قضايا عربية

السعودية تنقذ قصر سيئون التاريخي من الاندثار

كتب : محمد قنديل

 

أعاد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن البريق لقصر سيئون التاريخي بمحافظة حضرموت، بعد عقود من الإهمال والتدهور الذي كاد أن يهدد بقاء هذا المعلم التراثي الفريد. ويُعد القصر من أبرز الرموز التاريخية في اليمن، حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 500 عام، ويتميز بطرازه المعماري الطيني النادر.

 

تحفة معمارية تراثية تزين العملة اليمنية

يحمل قصر سيئون قيمة رمزية وثقافية عالية، وقد تم استخدام صورته كواجهة على العملة الوطنية اليمنية في فترات سابقة، في دلالة على أهميته المعمارية والتاريخية والجمالية. ويُعد القصر نموذجًا أصيلًا لفنون العمارة اليمنية التقليدية المبنية من الطين.

 

موقع إستراتيجي وتصميم فريد

يقع قصر سيئون على قمة صخرية تطل على مدينتي شبام وتريم في وادي حضرموت، وهو يُعد من أكبر المباني الطينية في العالم. وقد بُني بداية كحصن دفاعي، ثم تحول إلى مقر رسمي لسلاطين الدولة الكثيرية، ما أكسبه اسم “قصر السلطان الكثيري”.

 

تهديدات بيئية كادت تدمر القصر

تعرض القصر خلال السنوات الماضية لأضرار كبيرة بفعل عوامل الطقس والإهمال، وبلغت ذروتها في عام 2022 حين انهار جزء من سوره الخارجي، مما أثار قلق المجتمع المحلي والمهتمين بالتراث، ودفع إلى مطالبات عاجلة بترميمه وإنقاذه من الاندثار.

 

مركز ثقافي ومتحف أثري

يتكون القصر من سبعة طوابق تشمل 96 غرفة، منها 45 غرفة كبيرة و14 مستودعًا، إضافة إلى مكتبة عامة ومتحف أثري يضم قطعًا نادرة وآثارًا يعود بعضها إلى آلاف السنين. ويمثل القصر اليوم مركزًا ثقافيًا هامًا يخدم الزوار والباحثين في مجال التاريخ والتراث اليمني.

 

جهود سعودية لحماية تراث اليمن

يأتي ترميم قصر سيئون ضمن مشاريع متعددة أطلقها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن لحماية الهوية الثقافية اليمنية، من بينها ترميم مكتبة الأحقاف في تريم، وتدريب الحرفيين في معمل “حرفة”، بالإضافة إلى مبادرات للحفاظ على اللغة المهرية.

 

دعم مستمر من المملكة للتراث الإقليمي

تعكس هذه الجهود التزام المملكة العربية السعودية بحماية التراث المادي والمعنوي في اليمن والمنطقة ككل، وتعزيز دور الثقافة في بناء المجتمعات، وحماية الهوية من الضياع والاندثار في ظل الأزمات والظروف الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى