روفان الحريري: فراشةُ الطربِ تُداعبُ القلوبَ في ليالي الزمالك!
مولد سندريلا جديدة للغناء في سنظل اوفياء

في ليلةٍ استثنائية بنادي الزمالك، حيث تتراقص نسمات النجاح على وجوه المتفوقين في الثانوية العامة، بزغت نجمةٌ جديدة على مسرح الطرب، تألقت بصوتٍ رخيمٍ مُفعمٍ بالشجن، إنها روفان الحريري. لم تكن مجرد مطربة تؤدي وصلة غنائية، بل كانت عازفة على أوتار القلوب، ساحرةً للحضور بصوتها الذي يلامس الروح ويُحلق بالسامع في سماء الفن الأصيل.
كانت روفان، بقوامها الرشيق الذي يذكرنا بـ**”سندريلا”** الشاشة العربية، وفراشتها التي تجيد الرقص ببراعة، تجسيدًا حيًا للموهبة المتكاملة. لم تعتمد على صوتها العذب فحسب، بل أضافت إليه حضورًا مسرحيًا آسرًا، وحركة رشيقة تعزف على إيقاع الأغاني، لتتحول إلى لوحة فنية متحركة تأسر الأبصار والأسماع. برغم حرارة الجو الشديدة، لم تتوقف روفان عن مداعبة الحاضرين والتفاعل معهم بحيوية لافتة، لتصنع جوًا من الألفة والبهجة.
صوتٌ يُحيي التراث ويُلامس الحداثة
تميز أداء روفان الحريري في هذه الليلة بقدرتها الفائقة على التنقل بين عوالم الطرب الأصيل وألوان الغناء الحديث بسلاسة وإتقان. فعندما شدت بصوتها أغنية “على رمش عيونها” لوديع الصافي، لم تكن مجرد مؤدية، بل بدت وكأنها تُحيي الأغنية من جديد. أعادت لها روحها العذبة، ونفخت فيها من شجن صوتها ما جعلها تلامس قلوب جيل لم يعاصر الأصلي، وتُبهر من عاصره بلمسة تجديد تُحافظ على أصالة اللحن وكلماته.
ولم يتوقف إبهارها عند هذا الحد، ففي تحدٍ لموهبتها، قدمت أغنيتي “عاشقة وغلبانة” لصباح من ألحان بليغ حمدي، و”أما براوة” لنجاة الصغيرة. هنا، تجلت قدرتها الاستثنائية على امتلاك مفاتيح التراث الطربي بكل اقتدار. صوتها الذي يحمل خامةً نادرة، لو كان بليغ حمدي حيًا، لاكتشف فيه كنـزًا فنيًا لا يقدر بثمن. لقد امتزجت قوة الصوت بالشجن العميق، وكأنها تستعير من وردة سحرها ومن نجاة الصغيرة رقّتها، لتقدم مزيجًا فريدًا من الإحساس والأداء. هي بحق “زهرة من كل بستان”، تنتقي أجمل الألحان والكلمات وتُزهِرها بصوتها الشجي.
موهبة تستحق الاكتشاف والتقدير
إن ما قدمته روفان الحريري في حفل نادي الزمالك لم يكن مجرد عرض غنائي عابر، بل كان إعلانًا عن ميلاد موهبة فنية قوية، تحتاج إلى من يُدرك قيمة الجواهر ليُصقلها ويضعها في مكانها الصحيح لتضيء سماء الطرب. صوتها الرائع، إحساسها العميق، وحضورها المسرحي الجذاب، كلها مقومات لمطربة لا شك أنها ستحفر اسمها بأحرف من نور في سجل الفن العربي.
لقد استطاعت روفان أن تُطرب أعضاء نادي الزمالك ومتذوقي الفن الجميل، وأن تجعلهم يحلقون في سماء النغم الأصيل. إنها “سندريلا الطرب” بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ جمالٌ أخاذ، صوتٌ ساحر، وأداءٌ يُبهر ويُفتن. موهبة مثل روفان الحريري لا يمكن أن تمر مرور الكرام، بل هي دعوة مفتوحة لكل من يُؤمن بقيمة الفن الأصيل، أن يمد يد العون لهذه الجوهرة لتُضيء مسارها وتُمتع الآلاف بصوتها الذي لا يُنسى.