منوعات

ربيعة القدميري: منارة الفن المغربي تُضيء سماء المتوسط سفيرةً للجمال والإلهام

في ليلةٍ إيطاليةٍ ساحرة، تكلّلت بالجمال والإلهام، سطع نجمُ الفنانة التشكيلية المغربية المتألقة ربيعة القدميري، لتُتوَّج بلقبٍ يلامسُ عنانَ الإبداع: “سفيرة الفن بالبحر الأبيض المتوسط”. لم يكن هذا التكريم مجردَ جائزةٍ عابرة، بل كان تتويجاً لمسيرةٍ فنيةٍ مُلهمةٍ، رسمت فيها القدميري لوحاتٍ نابضةً بالحياة، مزجت فيها عبقَ التراث المغربي الأصيل برؤيةٍ فنيةٍ عالميةٍ مُتجددة. احتضنت هذا الحدث الفني البهيج قلعةُ “لا غروا تالامانكا” التاريخية في مدينة كاريني الإيطالية، بحضورٍ لافتٍ لممثلين عن مؤسساتٍ ثقافيةٍ وفنيةٍ وإعلاميةٍ مرموقةٍ من شتى بقاع العالم.

المغرب في قلبِ مبادرةٍ عالميةٍ تُعزّزُ الحوارَ الثقافي
يأتي هذا التتويجُ الرفيع جدا ضمن مبادرةٍ ثقافيةٍ رائدةٍ أطلقتها مؤسسة “كوستنزا للفن والبحث العلمي والعدالة” الإيطالية، ومقرها مدينة باليرمو، وذلك بالتعاون مع الفنانة الإيطالية المتميزة سيرينا كونتينو. تهدفُ هذه المبادرة السامية إلى تكريم نخبةٍ من الفنانين العالميين الذين أثروا المشهد الثقافي بإسهاماتهم الإبداعية، وعززوا قيمَ الحوار الإنساني والجمال الفني في رحاب البحر الأبيض المتوسط. لقد لمع اسمُ المغرب عالياً، مُمثَّلاً بالفنانة القدميري، ضمن كوكبةٍ من الفنانين المتوّجين بلقب “سفير الفن المتوسطي” من دولٍ عريقةٍ ومتنوعة، شملت إيطاليا، فرنسا، اليابان، الولايات المتحدة، ومصر، ليؤكدَ بذلك على مكانتهِ كمنارةٍ للإبداع والفن في هذا الفضاء الحضاري الغني.

مسيرةٌ فنيةٌ عابرةٌ للقارات تُحاكي الذاكرةَ والوجدان
يُعدُّ هذا التكريم الدولي اعترافاً مستحقاً بمسيرةٍ فنيةٍ حافلةٍ للفنانة ربيعة القدميري، التي تُعتبرُ بحقٍّ إحدى أبرز الأسماء في المشهد التشكيلي المغربي والعربي. تتميز أعمالُها بقوةٍ تعبيريةٍ فريدةٍ وأصالةٍ تشكيليةٍ تنبعُ من أعماق الذاكرة الثقافية المغربية الغنية، لتقدّمها برؤيةٍ فنيةٍ معاصرةٍ تُدهشُ الألباب وتلامسُ الوجدان. من أبرز أعمالها التي لاقت صدى واسعاً “لوحة ثمن الحرية”، التي تجسد عمق التعبير وقوة الرسالة في فنها. كما تتأثر أعمالها بالفن الألماني التجريدي التعبيري، وتُظهرُ عشقها للطبيعة وجمال الكون، حيث تُترجمُ همسات الألوان المتجانسة إلى لوحاتٍ تُحاكي الواقع وتتغنى بجمال الطبيعة.

وقد أشادَ كلٌّ من رئيس المؤسسة السيد أليساندرو كوستانزا، والمدير العام فيليبو لو ياكونو، إضافةً إلى الفنان والراعي الدولي إدغار مابو، بالإسهامات المتنوعة للفنانين المتوّجين، مؤكدين على الدور الجوهري للثقافة والفن كجسرٍ للتواصل والتفاهم بين الشعوب، وكمحركٍ رئيسيٍ للتنمية والعدالة والسلام في العالم.

إنجازٌ تاريخيٌ يرفعُ رايةَ الفن المغربي عالياً
وبهذا التتويج الباهر، تُضيف الفنانة التشكيلية المغربية ربيعة القدميري فصلاً جديداً ومشرقاً إلى سجل إنجازاتها الفنية، وتُضاف إلى قائمةٍ من الأسماء الفنية المغربية اللامعة التي ترفعُ رايةَ الإبداع الوطني عالياً في المحافل الدولية. إنها تؤكدُ مرةً أخرى، وبكل فخرٍ واعتزاز، أن للإبداع المغربي مكانتهُ اللائقة والمستحقة في فضاء المتوسط الرحب، وأن للفن القدرةَ على تجاوز الحدود وبناء جسورٍ من المحبة والتفاهم بين الشعوب.

يُذكرُ أن الفنانة ربيعة القدميري قد توّجت سابقاً بالجائزة الدولية المرموقة للفنون “ليوناردو دافنشي”، التي تُمنحها الأكاديمية الإيطالية كل عامين تكريماً لاسم الفنان الإيطالي العبقري “ليوناردو دي سير بيرو دا فينشي”، إلى جانب أكثر من 100 فنان من مختلف دول العالم. هذا التتويجُ المزدوجُ يُؤكد على مكانتها كفنانةٍ عالميةٍ من الطراز الرفيع، وأن لمستها الفنية تتركُ بصمةً لا تُمحى أينما حلت.

بفخرٍ واعتزاز: ربيعة تُعبّرُ عن سعادتها
“أشعرُ بسعادةٍ غامرةٍ وفخرٍ لا يُوصف بهذا التتويج”، تقول ربيعة بابتسامةٍ تُضيءُ وجهها، “إنه يمنحني ثقةً أكبر لمواصلة مسيرتي الفنية على أعلى مستوى، وإلى جانب كبار الفنانين في العالم. فخري الأكبر أنني أُشارك باسم بلادي المغرب، وأن هذه الجائزة تأتي تتويجاً لتميز أعمالي الفنية”. هذه الكلماتُ البسيطةُ تحملُ في طياتها تواضعاً كبيراً، وعزيمةً لا تلين، وشغفاً لا ينطفئ بالفن. ربيعة القدميري، هي ليست مجرد فنانة، بل هي شعلةٌ من الإبداع، وسفيرةٌ للجمال، وكنزٌ فنيٌ يُضيفُ إلى رصيد المغرب من الإنجازات العالمية.

بدأت الفنانة المغربية ربيعة القدميري، المولودة في مدينة الدار البيضاء، مسيرتها الفنية خارج أرض الوطن عام 2014، بعد حصولها على دبلوم في التصميم الصناعي من المغرب. هاجرت إلى ألمانيا، حيث تابعت دراساتها في فن التجميل والترويض النفسي بمدينة دوسلدورف، كما درست الفن الحديث بالمدرسة العليا في بون، على الرغم من ميلها الشديد للفن التجريبي التعبيري. هذه الخلفية الغنية والمتنوعة انعكست بوضوح في أعمالها الفنية، لتمنحها عمقاً وجمالاً يُلامسُ أرواحَ المتلقين من مختلف الثقافات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى