صدر حديثًا ديوان لعينك تضيء
حروفي، لشاعر الرباعيات علي جمال، فى تسعين صفحة من القطع الصغير، وقد اشتمل على أربع وسبعين مقطوعة شعرية، كان من عناوينها: «مجنونة
أنتِ» – «عودي» – «شاطئ الدنيا» – «لزمت
بيتي، – «ذا أنا» – «موقظا صمتي)» –
«الحقد» – «السمو» – «جسر الأمل» –
((غربة وطن» – «جفاف النفس» – «الصبا
والمشيب» – «أين الحبيب؟».
اتخذ الشاعر طريقة لم يتبعها كثير من الشعراء، فلم يختر عنوانًا من عنوانات رباعياته، ولكنه عمَد إلى اختيار عنوان يضم المعانى العريضة لعظم قصائده، ثم اختار خلفية سوداء للصفحات، وجعل اللون الأصفر أو الفوسفورى هو لون الكتابة حتى تضيء الحروف أمام القارئ، فيدل اللفظ على المعنى الذى أراده من العنوان، ذلك العنوان الذى استطاع به الشاعر أن يجذبنا لنتأمل قصائده.
كل قصيدة من قصائد الديوان ينطق بما يكنه الشاعر من عاطفة متأججة، لا تغرد خارج السرب، وإنما تتعانق جميعها لتسير فى مسار واحد، نلمح منها ظاهرة الاغتراب، التى يشعر بها وسط أهله، فيتعمق فى البعد النفسي، مبينًا آثار الاغتراب عليه، وكذا نلمح دور المرأة فى
لعينك تُضيء حروفي
٦٦ية
معمد علي سن جمل
محمد علي حسن جمال
عالمه، حيث إنها كانت وما زالت ملهمته ما تحمله من أسلوب شائق متنوع بين وملهبته.
الخبر والإنشاء.
تتعدد أغراض الديوان، فلم تذب فى
ومع أن الديوان يشتمل على قصائد الحب، ووصف حلاوة اللقاء ومرارة
بالعامية السعودية فإننا نقابل لغة
الجفاء، ولم تختف كما يختفى الشاعر
رصينة لا تبعد عن الفصحى إلا فى أقل داخل نفسه التى تعيش فى ظاهرة
القليل، وقد جاءت فى قوالب- وإن لم الاغتراب، وإنما خاض أغراضًا أخرى،
منها: الحكَّم والنصائح، والرثاء،
تلتزم بالموسيقا الخارجية- فقد التزمت
والوصف، …. إلخ.
بسحر الموسيقا الداخلية، من حسن فى الحقيقة رغم قِصَر مقطوعات
اختيار الألفاظ، مع إحداث الجرس
الديوان، فإنها تتكن على بنية
الموسيقى من خلال المحسنات اللفظية
سردية خفية، فيها تطور شعوري، مع غير المتكلفة .