هل حب النبي يتوقف عند التحريم؟ وقفة مع ذكرى المولد النبوي الشريف بقلم د.حمدى قنديل

في ذكرى مولد خير البشرية، نبي الرحمة والإنسانية، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تتجدد في قلوبنا مشاعر الحب والشوق والتعظيم. وفي هذا اليوم المبارك، تتجدد أيضًا تساؤلات ومواقف ممن يرى في الاحتفال بهذه المناسبة بدعة أو أمرًا محرمًا، وكأن الحب والتعظيم يتوقفان عند حدود الفتاوى والأحكام.
من منطلق موقعنا في مؤسسة التسامح والسلام، نؤمن بأن الإسلام دين رحمة ووسطية، وأن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أساس الإيمان. فكيف يمكن للمؤمن أن يحب رسوله، ويستلهم سيرته، ويقتدي بأخلاقه، وفي الوقت نفسه يُحرم على نفسه الاحتفال باليوم الذي أشرق فيه نور النبوة على هذا الكون؟
إن حب النبي صلى الله عليه وسلم لا يُحصر في شعيرة أو عبادة، بل هو سلوك متكامل، وشعور متجدد، يترجم في اتباعه والاقتداء به. والمولد النبوي ليس مجرد احتفال زمني، بل هو مناسبة لتجديد العهد مع سيرته العطرة، ومراجعة أخلاقنا في ضوء تعاليمه السمحة.
إن من يؤمن برسول الله حقًا لا يمكن أن يجد في الفرح بمولده أي تناقض مع إيمانه. بل على العكس، إن الاحتفال بالمولد النبوي هو تعبير صادق عن هذا الحب، وفرصة لتوحيد صفوف المسلمين على محبة نبي واحد، ورسالة سلام للعالم أجمع.
لنجعل من هذه الذكرى فرصة لنشر التسامح والسلام، ولنحتفل بميلاد من بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، ولنؤكد أن حبنا للنبي لا يُحرم بل يُعظّم ويُبجّل في كل لحظة وفي كل مناسبة.
الكاتب الشريف حمدي قنديل
رئيس مؤسسة التسامح والسلام