الحقونا قَانونُ الغابِ على الابواب

بقلم وجيه حسن
أدعو وزارة الداخلية والدولة إلى المضي قدمًا في سياستها الحكيمة لمواجهة آفة البلطجة بكل شدة وحسم، لأنهم يشكلون خطرًا على الدولة نفسها أكثر من أي شيء آخر. فمن وجهة نظري المتواضعة، تعدّ مشكلة البلطجة هي التحدي الأكبر والأخطر الذي يهدد أركان المجتمع بأكملها.
إن انتشار البلطجة والبلطجية كورم سرطاني وما يفعلوه من مظاهر بغيضىة كالمشاجرات في الشوارع بالأسلحة البيضاء واحيانا النارية ، يمنحون الناس شعورًا بأنهم أقوى من القانون و من الدولة ذاتها. فما يقومون به من إجرام وعنف يرهب الناس، ويجعلهم يفرضون عليهم إتاوات، أو يستولون على ممتلكاتهم بالقوة. وهذا أخطر ما يمكن أن يحدث، لأنه يُرسّخ في عقول الناس أن البلطجية هم من يوفرون الحماية، وهم من يستطيعون إلحاق الأذى بهم في أي وقت. ومن هنا، يبدأ الناس في الخوف منهم، ويلجأون إليهم بدلاً من الشرطة، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس بالأمان، وفقدان الثقة في القانون، وتآكل الاحترام بين الأفراد. لهذا السبب، نجد الكثيرين يتجنبونهم، ويتقون شرهم، ويسعون إلى كسب ودهم بإعطائهم ما يريدون.ولولا يقظة اجهزة الامن لدينا واسراعهم في السيطرة على الموقف ومحاولتهم المستميتة في السيطرة على الاوضاع والقبض على هؤلاء البلطجية وتطهير المجتمع منهم لاستشرى الامر وحدث ما لايحمد عقباه وتحولنا الى مجتمع الغاب القوي ياكل فيه الضعيف فتحية للمخلصين من رجال الشرطة الشرفاء ولوزارة الداخلية الحكيمة ورجالها الذين يضحون بارواحهم فداء للوطن والمواطنين وادعوهم للمضي قدما في حملاتهم المستمرة لحفظ الامن والامان في الشارع المصري
وتكمن المصيبة الأكبر في أن العديد من الشباب والأطفال، للاسف و بسبب الأفلام والمسلسلات التي تمجد البلطجية وتُبجّلهم، أصبحوا ينظرون إليهم كـ”أبطال” أو “شجعان”، ويشجعونهم ويتخذونهم قدوة ويقلدونهم، مما يدفعهم إلى التمادي في أفعالهم.
أكرر مرارًا وتكرارًا أن البلطجة ليست خطرًا على الأفراد فقط، بل هي تهديد للدولة والمجتمع بأسره؛ لأنها تشوه صورة الدولة، وتكسر هيبة القانون، وتُطلق العنان للخوف والإرهاب وتُرسّخ قانون الغاب.
لذلك، يجب علينا جميعًا أن نرفض البلطجة، ونقوم بثورة ضدها وألا نتوقف عن الحديث عنها، وأن نقف ضدها بكل قوة وحزم. وهذه الدعوة موجهة للجميع: الحكومة والشرطة، والأسرة والمدرسة، والمسجد والإعلام، وكل فرد في المجتمع. فإذا سكتنا عن مشكلة البلطجة، فسنصل إلى ما لا تُحمد عقباه، وسنخسر أسس ومبادئ وقيم مجتمعنا إلى الأبد. عندها، سيحكمنا تدريجيًا قانون الغاب، وسيضيع النظام والأمن، وهو ما لا نتمناه أبدًا لوطننا الحبيب. نسأل الله العظيم الأمن والأمان لبلادنا ووطننا الغالي.