منوعات

د.وليد محمود ابو كامل يكتب : الرئيس السيسي.. رئيس بحجم وطن

د وليد محمود ابو كامل
د وليد محمود ابو كامل

بقلم: د. وليد محمود أبو كامل
دكتوراه في القانون – محلل سياسي

 

في زمنٍ تداخلت فيه أوراق السياسة وتشابكت المصالح، يظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي كأحد أبرز قادة العصر الذين لا يتعاملون مع السياسة بوصفها مهنة، بل رسالة ومسؤولية وطنية كبرى.
هو رجل الدولة الذي أعاد تعريف مفهوم القيادة في زمنٍ تتبدل فيه التحالفات وتتصاعد فيه التحديات، فغدت مصر في عهده مركز الثقل السياسي في الإقليم، وصوت العقل والاتزان في عالمٍ يضج بالصراعات.
رئيس الدولة الذي يُعيد صياغة المشهد الإقليمي
من يتأمل حضور الرئيس السيسي في أي محفل دولي أو مفاوضة كبرى، يدرك أن مصر عادت إلى مقعدها الطبيعي — لا بوصفها مجرد طرف في الحوار، بل كصانعة لاتجاهاته.
لقد نجح الرئيس، بذكاء القائد وإصرار الجندي، في أن يجعل من السياسة المصرية فنًّا متقنًا لإدارة الموازين، لا تميل إلى طرف، ولا تنكفئ على الذات، بل تمسك بخيوط التأثير وتفرض حضورها بهدوء الواثقين.
في لحظات نادرة من التاريخ، ينهض رجال لا يكتبون الأحداث بالحبر، بل بالفعل. رجال تتحول كلماتهم إلى مواقف، ومواقفهم إلى علامات في طريق الأمم.
من هؤلاء يأتي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرجل الذي حين يتحدث عن مصر، يبدو وكأنه يتحدث عن ذاته، وحين يتحرك في دهاليز السياسة الإقليمية، تشعر أن خريطة الشرق الأوسط ترتّب أنفاسها على إيقاع خطاه.
مصر ام الدنيا
لقد كانت مفاوضات شرم الشيخ الأخيرة حول وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل أكثر من حدث سياسي؛ كانت مشهدًا كاشفًا لعمق المدرسة المصرية في إدارة الأزمات.
نجاح القاهرة في التوصل إلى اتفاق تاريخي لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عقلٍ استراتيجي هادئ، يدير العالم من وراء ستار من الحكمة والاتزان.
فمنذ اندلاع الحرب، كانت مصر تتحرك بخطين متوازيين:
خط إنساني يفتح المعابر أمام المساعدات، يضمّد الجراح ويمدّ الجسور إلى قلب غزة، وخط سياسي يجمع الخصوم على طاولة حوار لا يعلو فيها صوت فوق صوت الوطن.
ذلك المزج بين إنسانية الموقف وصلابة القرار هو ما جعل القاهرة تكتب بلغة الضوء في زمن العتمة.
إنها السياسة التي لا تتحدث كثيرًا، لكنها حين تفعل، تهزّ الموازين في صمت.
رئيس بحجم وطن
في مفاوضات شرم الشيخ الأخيرة، برزت ملامح هذه المدرسة الجديدة في الدبلوماسية المصرية: واقعية لا تنفصل عن الثوابت، ومرونة لا تعني التنازل، وحزم لا يتورط في الصدام.
هنا يتجلى الرئيس السيسي في صورته الكاملة: رجل دولة يُمسك بخريطة الإقليم بوعي، ويقرأ ملامح الغد بعين القانوني والمفكر والإنساني في آنٍ واحد.
فن الدبلوماسية الهادئة
ليست الدبلوماسية المصرية اليوم مجرد خطابات وتصريحات، بل هندسة فكرية متقنة يقودها الرئيس بنفسه.
لقد استطاع أن يجعل من لغة مصر السياسية لغة احترام وثقة، لا ترفع الصوت لكنها تُسمَع، ولا تفرض الرأي لكنها تُقنع.
في كل مناسبة دولية، سواء في الأمم المتحدة أو قمم المناخ أو مفاوضات شرم الشيخ، يقدّم السيسي نموذجًا نادرًا لرجل دولة يجمع بين العمق الإنساني والبصيرة الاستراتيجية.
يتحدث بثقة العالم الذي يعرف قيمة بلاده، وبهدوء من أدرك أن الكلمة المدروسة قد تغيّر مصير أمة.
إنه لا يفاوض فقط من أجل موقف سياسي، بل من أجل حماية هوية وطن واستقرار إقليم.
وهنا يكمن سر تأثيره: إنه لا يخوض المفاوضات ببرود الدبلوماسيين، بل بحماسة الوطنيين الذين يحملون أمانة التاريخ.
المخابرات العامة.. شريك الرؤية وصانع التوازن
وراء هذا الأداء السياسي الرفيع تقف مؤسسات مصر السيادية، وفي مقدمتها جهاز المخابرات العامة المصرية، الذي يعمل كالعقل الاستراتيجي للدولة.
هذا الجهاز الذي لا يظهر في الأضواء، لكنه يدير خيوط الرؤية الوطنية بتوازن وذكاء.
لقد نجحت المخابرات، تحت توجيهات القيادة السياسية، في أن تجعل من المعلومات سلاحًا حضاريًا لا يُستخدم في الصراع، بل في منع الصراع.
وفي مفاوضات شرم الشيخ، كان واضحًا أن الجهد الاستخباراتي المصري كان جزءًا من الدبلوماسية الراقية التي تتعامل مع الملفات الحساسة بحسابات دقيقة تحمي الأمن القومي وتخدم الاستقرار الإقليمي.
الجيش المصري.. عمود الهيبة وضمان الكلمة
لا يمكن الحديث عن السياسة المصرية دون التوقف أمام الجيش المصري العظيم، الذي يمثل العمود الفقري للدولة وهيبتها.
فالقوة التي تمنح الدبلوماسية احترامها ليست فقط في العبارة المحكمة، بل في السند الصلب الذي يعرف العالم أنه لا يُستهان به.
الجيش المصري اليوم، بعقيدته الراسخة وولائه المطلق للوطن، يمنح القيادة السياسية القدرة على التفاوض من موقع الثقة لا الاضطرار.
ومن رحم هذه القوة الهادئة تنبع هيبة الدولة المصرية التي لا تفرض حضورها بالسلاح، بل بحكمة الردع ومسؤولية القوة.
السيسي.. قائد برؤية تتجاوز الحاضر
واخيرا فان ما يميز الرئيس عبد الفتاح السيسي عن غيره من قادة العصر هو أنه لا يرى السياسة كإدارة أزمة، بل كصناعة مستقبل.
هو قائد يعرف أن الدولة لا تُبنى بالقرارات وحدها، بل بالرؤية، بالثقة، وبالقدرة على تحويل التحدي إلى فرصة.
ومن خلال إصلاحاته العميقة في الداخل، من بنية تحتية عملاقة ومشروعات قومية، إلى دبلوماسية متزنة تعيد لمصر مكانتها، استطاع أن يخلق دولة قادرة على المنافسة في عالم لا يرحم الضعفاء.
في ختام المشهد: مصر تقود
مصر اليوم لا تُساوم على كرامتها، ولا تساير الضغوط، بل تمارس حقها الطبيعي في القيادة.
وفي ظل رئيس يُدرك أن السياسة ليست صخبًا بل رؤية، أصبحت مصر قبلة الحوار وصاحبة الكلمة المسموعة.
الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس مجرد رئيس دولة، بل مشروع وطني متكامل؛ يجمع بين العقل الاستراتيجي والضمير الإنساني، بين الصرامة والرحمة، بين الواقعية والحلم.
هو رئيس بحجم وطن، ووطني بحجم التاريخ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى