الفن

“ألف حيلة فى ليلة“ عرض مسرحي هادف

بقلم الكاتب الصحفي/ محمد قنديل

على مسرح Ewart الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، قدمت فرقة أرجوان المسرحية مسرحية ” ألف حيلة فى ليلة ” من كتابة وإخراج بندر باجبع.
المسرحية درامية كوميدية فنتازية ساخرة رمزية تحكى الصراع الأزلى بين الخير والشر الصراع بين إبليس والإنسان وهو صراع لاينتهى إلى يوم الدين بحيل إبليس اللعينة ضد الإنسان.
عرضت المسرحية يومى 20و 21 أكتوبر الحالى وسط حضور جماهيرى كبير من الجالية السعودية واليمنية والسودانية علاوة على جمهور مصرى عريض وعدد من السفراء والدبلوماسيين فى مقدمتهم السفير اليمنى بالقاهرة خالد بحاح .
استغرق عرض المسرحية حوالى ثلاث ساعات متواصلة بفريق تمثيلى كبير من الأطفال والشباب والكبار حيث أدى الجميع ادوارهم بحرفية فنية وبراعة فائقة وتنافسوا فى تقديم مواهبهم باقتدار.
أما ديكور المسرحية فكان مناسبا جدا مع جوهر العرض معتمدا على كرسى إبليس الذى يوجه منه كل اعوانه ضد الإنسان وكذلك الإضاءة الخافتة الأقرب إلى الظلام وكذلك اختيار بعض الأسماء التى استخدمها إبليس ضد الإنسان مثل خطيئة وكذب وفسق ولمم وهى كلها من أدوات إبليس للوقيعة بالإنسان فى المعصية .
وقد بلغت المسرحية ذروتها من خلال الحوار الذى دار بين الإنسان وإبليس الذى حاول مستميتا أن يقنع الإنسان بأنه ضعيف أمام شهواته واغراءاته التى حاول من خلالها الوقيعة به فى صور متعددة كالفتنة والنساء وغير ذلك.
المسرحية عموما نموذج لعمل مسرحى متكامل فى بنائه وديكوراته وفى الإضاءة التى تنوعت حسب مشاهد المسرحية إضافة إلى الأداء العالى جدا لكل المشاركين فى العرض سواء على خشبة المسرح أم خلف الكواليس.
وقد أبدعت الفنانة آلاء تمار فى وقوفها على خشبة المسرح وأداء دورها بامتياز حيث ذكرتنى بالفنانة القديرة الراحلة رجاء حسين فقد اختتمت العرض بصدمة لزوجها الذى فوجئ بها فى ملهى ليلى وسط محاولات للزج بها واغرائها للعمل بالملهى ولكنها قاومت إبليس وانتصرت عليه وأعلن الإنسان بذلك هزيمة إبليس وطالب جميع البشر بأعلى صوته الوقوف ضد إبليس وحيله واغراءاته الفاشلة ضد الإنسان للوقوع فى براثنه والخروج على كل القيم والأخلاق وهدم كل خصال الخير التى يتمتع بها الإنسان منذ خليقته وهى التى أغاظت إبليس الذى يتشدق بأنه خلق من نار وآدم من طين والأرض لاتسمو سمو النار كما قال الشاعر الماجن ابو نواس فى إحدى قصائده .
ولذلك سيظل الصراع ابديا بين إبليس والإنسان حتى تقوم الساعة وسينتصر الإنسان على إبليس بإيمانه وإرادته وعزيمته مهما كانت قوة إبليس وحيله المؤلفة .
وأخيرا قدمت المسرحية رسالة رائعة فى انتصار الخير على الشر مهما كانت الحيل والألاعيب وهى عودة لما يجب أن يكون عليه الفن المسرحى من تقديم أعمال فنية تحث على القيم والأخلاق والخير .
شكرا فرقة أرجوان فقد أعادت روح مسرح زمان بفريق عمل رائع يستحق اوسمة من الألماس والكهرمان والمرجان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى