عاجل

مصر تبعث رسالتها إلى العالم.المتحف المصري الكبير من حلم إلى حقيقة

✍️ بقلم: الباحث الاثارى محمد فاضل

في لحظة تاريخية طال انتظارها، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، أضخم صرح أثري وثقافي في العالم مخصص لحضارة واحدة، ليكون نافذة جديدة تطل منها الإنسانية على أمجاد الفراعنة، ورسالة تؤكد أن مصر ما زالت ـ كما كانت دائمًا ـ قلب الحضارة ونبض التاريخ.

أكبر متحف أثري في العالم

يقع المتحف المصري الكبير عند هضبة الأهرام في الجيزة، على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، ليصبح مركزًا عالميًا يجمع بين التراث المصري القديم وأحدث تقنيات العرض المتحفي.

ويضم المتحف أكثر من مائة ألف قطعة أثرية تمثل مختلف مراحل التاريخ المصري، من عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني والروماني، في تجربة فريدة تجمع بين المعرفة والإبهار البصري.

تحفة معمارية تحاكي عظمة الأهرامات

صُمم المتحف على طراز معماري حديث مستلهم من روح الحضارة المصرية القديمة، حيث تزين واجهته ألواح ضخمة من الحجر الجيري، تعكس ضوء الشمس الذهبي كأنها امتداد طبيعي لأهرامات الجيزة.

وعند مدخل المتحف يستقبل الزائر التمثال الضخم للملك رمسيس الثاني الذي يبلغ وزنه أكثر من 80 طنًا، في مشهد يجسد القوة والعظمة ويمنح الزائر انطباعًا مهيبًا منذ اللحظة الأولى.

كنوز توت عنخ آمون تتألق في موطنها الجديد

ومن أبرز مفاجآت المتحف المصري الكبير عرض مجموعة الملك توت عنخ آمون بالكامل لأول مرة في التاريخ داخل قاعات مخصصة تجمع بين الجمال الفني والدقة العلمية في العرض.

هذه المجموعة التي أبهرت العالم منذ اكتشافها عام 1922، ستُعرض بأسلوب يتيح للزائر فهم القصة الكاملة للملك الصغير وحياته في ظل الإمبراطورية المصرية.

رسالة مصر إلى العالم

يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير ليؤكد أن مصر تمضي بثقة نحو المستقبل دون أن تنسى جذورها العريقة. فهو ليس مجرد متحف، بل مشروع قومي ضخم يعكس اهتمام الدولة المصرية بالحفاظ على التراث وتقديمه بصورة تليق بمكانة مصر العالمية.

كما يمثل الافتتاح خطوة مهمة في دعم السياحة الثقافية، وتعزيز مكانة القاهرة والجيزة كأحد أهم المقاصد السياحية على مستوى العالم.

بوابة جديدة للحضارة

بهذا الافتتاح المرتقب، تفتح مصر أبوابها من جديد للعالم عبر بوابة تجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، ليبقى المتحف المصري الكبير شاهدًا على عبقرية المصري القديم، ورسالة أمل وفخر للمصري الحديث الذي يعيد كتابة التاريخ بإرادته وجهده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى