الفقر والجهل وعلاقتهما بشركات الأمن والحراسة بقلم كابتن محمد برنس

عربي والى
تعد ظاهرتا الفقر والجهل من أكثر التحديات التي تواجه المجتمعات في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، إذ تتداخل هذه المشكلات مع كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ومنها قطاع الأمن والحراسة. تعتمد العديد من شركات الأمن والحراسة على الأفراد كقوة عاملة رئيسية، مما يطرح تساؤلات حول تأثير الفقر والجهل على أداء الأفراد العاملين في هذا القطاع وقدرتهم على تحقيق مهامهم بفعالية.
—
الفقر كدافع رئيسي للعمل في شركات الأمن
قلة الفرص الاقتصادية:
نتيجة لانتشار البطالة والفقر، يتجه الكثير من الأفراد للعمل في وظائف الأمن والحراسة نظرًا لأنها من الوظائف التي لا تتطلب مهارات تقنية عالية أو شهادات متقدمة.
الأجور المتدنية:
غالبًا ما تعتمد شركات الأمن على توظيف أفراد برواتب منخفضة بسبب الفقر، مما يؤدي إلى قبولهم العمل دون ضمانات أو تدريب كافٍ.
ضعف التركيز على الكفاءة:
كثيرًا ما يضطر العاملون إلى العمل لساعات طويلة لتأمين لقمة العيش، ما يؤثر على تركيزهم وأدائهم في أداء مهام الحراسة بدقة وكفاءة.
—
الجهل وتأثيره على القطاع الأمني
ضعف التدريب والتأهيل:
الجهل وقلة الوعي تساهم في انعدام الكفاءة اللازمة للعاملين في شركات الأمن. الكثير منهم يلتحقون بهذه الوظائف دون تلقي تدريبات كافية على المهارات الأساسية، مثل استخدام المعدات الأمنية أو مواجهة المخاطر.
عدم إدراك المخاطر:
ضعف التعليم يؤدي إلى عدم قدرة الحراس على قراءة التهديدات بشكل صحيح، مما يعرض الممتلكات والأفراد للخطر.
سهولة الاستغلال:
الجهل يجعل العاملين في هذا المجال عرضة للاستغلال من قبل بعض الشركات التي لا تلتزم بالمعايير المهنية أو القانونية، ما يؤدي إلى تدني جودة الخدمة الأمنية المقدمة.
—
التأثيرات المشتركة على الأداء الأمني
1. تدني الكفاءة التشغيلية:
الفقر والجهل يساهمان في عدم وجود كادر مؤهل ومدرب بشكل جيد، مما يؤدي إلى ضعف الحماية الأمنية وتأثر الأداء.
2. ارتفاع معدلات التسرب الوظيفي:
نظرًا لانخفاض الأجور وضعف المهارات، يتنقل الكثير من الأفراد بين الشركات مما يزيد من عدم الاستقرار الوظيفي.
3. التقصير في التعامل مع الطوارئ:
الجهل يؤدي إلى عدم القدرة على التعامل مع الأزمات والمخاطر بفاعلية، سواء كانت حوادث أمنية، حرائق، أو هجمات محتملة.
—
دور الشركات في الحد من الظاهرتين
يمكن لشركات الأمن والحراسة أن تلعب دورًا هامًا في مواجهة الفقر والجهل من خلال:
1. تقديم برامج تدريبية:
توفير برامج تدريبية معتمدة وفعّالة ترفع من كفاءة العاملين وتمنحهم مهارات ضرورية في مجالات الأمن والسلامة.
2. تحسين الأجور والظروف:
منح رواتب عادلة وتحسين بيئة العمل يساهم في القضاء على الفقر وتوفير حياة كريمة للعاملين.
3. نشر الوعي الأمني:
تنظيم حملات توعوية تسهم في تطوير القدرات والمهارات الخاصة بأفراد الأمن.
4. تشجيع التعليم المستمر:
يمكن للشركات تشجيع موظفيها على استكمال تعليمهم أو الحصول على دورات متخصصة تساعدهم على النمو المهني والشخصي.
—
خاتمة
إن الفقر والجهل يشكلان تحديًا كبيرًا يؤثر على أداء قطاع الأمن والحراسة، وهو ما يتطلب تدخلًا مباشرًا من شركات الأمن من خلال التدريب المستمر، تحسين الظروف المعيشية، ونشر الوعي. حينها فقط يمكن خلق قطاع أمني قوي، فعال، وقادر على حماية الأفراد والمنشآت بكفاءة.



