باب الفن

السفير المستشار وفاء النجار يشيد بمسرحية شربات أبو حلاوة : كل التحية لكل صناع المسرحية الموهوبين

مصطفى عبد الخالق

 

أعرب السفير المستشار ” وفاء النجار ” رئيس تحرير جريدة الوطن نيو عن سعادته بحضور العرض المسرحي « شربات أبو حلاوة » ، حيث أشاد بالمسرحية التي عرضت على خشبة مسرح تياترو أفاق بوسط البلد ، ونشر عدد من الصور له مع أبطال مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” أثناء تواجده لحضور المسرحية عبر حسابه على ” فيسبوك ” ، معلقاً عليها : ” من زمان ماشوفتش مسرحية حلوة ومتكاملة وممتعة زي مسرحية شربات أبو حلاوة ” .

 

كما كتب في جروب جريدة الوطن نيو معلقاً : ” عرض أكتر من رائع على مسرح تياترو آفاق وفريق كلاسيك للعروض المسرحية وكل الشكر والتقدير والإحترام للدكتور المؤرخ العمدة أحمد عبد الصبور على الدعوة والتكريم والإستقبال وتحياتي للمخرج هاني يوسف ومديرة المسرح الأستاذة سحر سمير وفريق العمل الجميل ” .

 

وتابع : ” حالة من الإبهار داخل العمل وإتقان في الأداء من جميع الممثلين ، إيه الروعة ديه في تقمص وتجسيد الشخصيات ، وكمان المخرج الرائع هاني يوسف ، ولا أنسى مصممة الأزياء ومن وضع الموسيقى للمسرحية ولكل من منح الفرصة لهذا العمل الفني الممتع في خروجه إلى النور … شكراً جزيلاً لهم جميعاً … فكل التحية لكل صناع المسرحية الموهوبين بجد إستمتعنا وضحكنا من قلبنا ألف مبروك ليكم جميعاً مش عايز أنسى حد لأن بجد الكل عامل دوره بكل موهبة وإحتراف من أول التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج والألحان والأشعار والديكور والملابس والإستعراضات وكل حاجة ألف مبروك ” .

 

 

وقد صرح السفير المستشار ” وفاء النجار ” قائلاً :

إن المسرح المصري لعب دوراً وطنياً كبيراً في رفع الوعي الإجتماعي والثقافي والسياسي وإستعادة الروح والهوية المصرية طوال عقوده .

 

حيث يعد المسرح أداة عريقة من أدوات صياغة الوعي وتشكيل الإدراك … فهو وسيلة مباشرة بين كل من الممثل والمتفرج لإيصال الرسائل المعززة للقيم والفضائل في النفوس … ذلك هو المسرح كما عرفناه منذ حضارة الفراعنة واليونان إلى الآن فهو أداة إنعكاس أيضاً وبلورة لمعطيات الواقع الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والثقافي والحضاري لأي مجتمع … فالمسرح مرآة عاكسة للمجتمع وصورة حضارية للشعوب ، من هذا المنطلق أصبح أبو الفنون عنصر أساسي في بناء الوعي الإنساني مما يشمل في جعبته الكثير من الأفكار والقضايا المتنوعة التي يطرحها على جمهوره .

 

 

 

وأضاف ” وفاء النجار ” قائلاً :

 

” المسرح أبو الفنون ” منذ نشأته وهو أداة نقدية لمجتمعه يوظف قضاياهم ويناقشها من خلال توظيفها على خشبة المسرح سواء أكان هذا التوظيف كوميديا أو مأساة … فمن عملية النقد وكشف القضايا ومواجهة الجمهور بها جعلت المسرح عنصر أساسي في تكوين الوعي الإجتماعي والحضاري أيضاً … فعندما نجزم بأن المسرح يقوم بتشكيل الوعي الإنساني هذا الجزم لم يأتي من فراغ … بل أتى من الكم التاريخي الذي يحمل الكثير لنا من مؤلفات وأعمال مسرحية تركوا من خلالها مؤلفيها بصمتهم في عالم الثقافة وأثروا التاريخ في معرفة طبيعة الماضي من خلال القضايا المتناولة وكيفية معالجتها … فعند قراءتها يسهل على القارئ بأن يكون صورة عن ذلك المجتمع وتسهل عليه أيضاً بأن يلم من تاريخ تلك المجتمعات وثقافتهم آن ذاك … بل في بعض الأوقات نجد أن تلك الأعمال ما هي إلا رسائل تنويرية لبعض القضايا التي نعيشها في وقتنا هذا أيضاً مع إختلاف الظروف والأسباب المصاحبة لها …

 

 

وأتذكر هنا قول ” كارل هوفلاند ”  Carl Hovland ، وهو أستاذ جامعي وعالم نفس أمريكي وعضو الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم ،  والأكاديمية الوطنية للعلوم ، حينما قال :

 

” تتمتع الوسائل السردية والدرامية بقدرة متجددة على النفاذ إلى فكر الجمهور الذي يمكنه مشاهدة العرض المسرحي أو السينمائي أكثر من مرة ، مما يرسخ القضية المطروحة في ذهنه … أما الوسائل الإعلامية التقليدية أو المباشرة فغالباً ما يقتصر دورها على إطلاع الجمهور عليها مرة واحدة ، ثم يصرف النظر عنها تماماً وهذا ما يحدث بالنسبة للصحيفة أو البرنامج الإذاعي أو التليفزيوني ، أما العمل المسرحي أو السينمائي فيمكن أن يعيش عبر أجيال متتابعة حاملاً نفس الرسالة الإعلامية أو التنويرية بمعني أصح ” .

 

 

مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” من تقديم فريق كلاسيك للعروض المسرحية ، ومن بطولة كلاً من :

 

شيرين مكي ، محمد هاني ، أحمد عبد الصبور ، ساسو سمير ، مودي سالم ، مجدي الحسيني ، عادل عمار ، أمير عزمي ، حسام الشاعر ، محمد إبراهيم ، ممدوح مجدي ، يوسف هاني ، ريتا ماهر ، مصطفى عبادي ، سميرة طباسي ، منى أنسي ، ماريا جورج ، وجدي وهيب ، نيفين ريمون .

 

والعرض من تأليف وإخراج : هاني يوسف ، وإدارة مسرحية : سحر سمير ، وديكور : هاني يوسف ، وملابس : أمل جمعة ، وموسيقى : محمد إبراهيم ، وألحان : حسام الشاعر ، وسوشيال ميديا : شيري مكي .

 

 

تعد المسرحية إستكمالاً لمسيرة من النجاح المتواصل لفريق العمل التي لم تنقطع على مدي 12 عاماً ، فقد قدم فريق كلاسيك للعروض المسرحية عدة أعمالاً فنية متنوعة وعروض مسرحية كانت أشبه بالتوثيق الفني لكبرى الأحداث ، فهي تعد تسلسل زمني لأهم الأحداث في مصر منذ ثورة 25 يناير … وتلك المسرحيات هي التي صالت وجالت فيها الفرقة بكل جراءة في أهم المواضيع الثقافية والفنية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية وناقشت فيها أهم القضايا والمشاكل والصعوبات والتحديات التي تواجه المجتمع المصري والعربي .

 

 

وتدور أحداث المسرحية حول فتاة ريفية تدعى « شربات أبو حلاوة » وصراعها مع أهل قريتها ، وشخصيات المسرحية تعد رموز ، ولكنها ليست مجرد رموز وليست لغة وحسب ، إن تلك الشخصيات تحمل طاقة الخيال والمستقبل وإعادة التذكر بالأصالة والتراث وذكريات الماضي ، وبمقدار تنوع هذه الطاقة وإمتلاكها دلالات لا حصر لها ، تكمن علاقة أحداث المسرحية بالشخوص الذين تجمعهم خشبة المسرح ، بإعتباره ترجمة للنص أمام المشاهدين بإستخدام الحركة والإيماءة والكلام والموسيقى والصوت … إنها محاولة لتجسيد ذلك التنوع من العلاقة بين الأحداث كأشكال ورموز ودلالة ، تتوالد مساراتها ضمن أشكال وعلاقات حية لم يفلح أي وسيط فني في تجسيدها بمثل هذه الحيوية الموجودة على خشبة المسرح .

 

 

 

لقد سلك المخرج ” هاني يوسف ” نهج الواقعية في أسلوب إخراجه لمسرحية ” شربات أبو حلاوة ” ، حيث نراه يتحدث عن المشاكل المصرية الكبيرة منها والصغيرة … بحيث نراه يتحدث عن الريف والفلاح المصري ، عن السياسة … عن الشارع المصري … وعن الحياة المصرية بأسلوب واقعي جداً … لطالما كانت التفاصيل الصغيرة والبسيطة تنتج عنها أشياء ثمينة وخالدة … هذه المسرحية قد تكون قصتها بسيطة إلى أن واقعيتها مؤلمة للغاية …

 

إن مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” تنقلنا للريف المصري ذو الحياة البسيطة التي لا نكاد نعلم عن حياة هذا الريف سوى البساطة والبساطة فقط !!! إلا أن المسرحية أظهرت لنا واقعية ومشاكل هذا الريف عن طريق < العمدة > المتسلط الدكتاتوري مع عدة شخصيات عامة من أهل البلد … تلك الشخصيات البسيطة التي لا تتمنى شيء في الحياة سوى الأمن والإستقرار ، إلا أن العمدة يقف لهم بالمرصاد .

 

قصة مسرحية ” شربات أبو حلاوة ” عن العمدة وزوجته فهما أثرياء جداً وبالتأكيد هذا الثراء الفاحش لم يأتي من إجتهاد بل من سرقة الناس ، وزوجة العمدة عاقر ، والعمدة يريد خليفة ليترك له هذا المال ومنصب العمودية ، إلا أن القدر لم يشاء له هذا ، وبالتأكيد زوجته الذي يخافها كثيراً لم تسمح له بالزواج ، وبعد مرور عدة سنوات يقرر الزواج من بنت صغيرة وجميلة تدعى ” شربات أبو حلاوة ” فهي فتاة لها طموح وأحلام وتعاني من فقر مدقع ، وتلك الأحلام والطموح تتسب لها بالأذى والضرر لها ولكل من حولها … خاصة حبيب عمرها الشاب الوسيم ” رزق ” الذي يعمل مدرس بأحد مدارس القرية .

 

من وحى هذه القصة البسيطة يحدث عمق ليس له قاع عندما تشاهد تلك المسرحية ، فسوف تؤلمك حقيقة الريف المصري ، حيث أن ” العمدة ” يظهر من أول مشهد قوته وتسلطه على الشعب حيث ينصب ويسرق هؤلاء الضعفاء المساكين ولا يستطيع أي واحد منهم الحديث … لماذا ؟! لأن قانون هذه الأرياف هو قانون الغاب ، وهو ما يظهره العمدة في كل أحداث المسرحية بأسلوب ونهج الواقعية بحيث لا يمكنك أن تفرق بين الواقع والوهم ، بين الحقيقة والخيال .

 

 

لقد تعمد المؤلف والمخرج ” هاني يوسف ” بجانب واقعيته في هذه المسرحية ، بأن لا يجعل للمسرحية زمناً ومكاناً محدداً ، فلا زمن ولا مكان واحد بل جعل أحداث المسرحية تصلح لجميع الأزمان وإمكانية حدوثها في أي مكان ، كما أن بناء شخصيات المسرحية كان دقيق جداً … وتلك الشخصيات : وهي ” العمدة ” وهو يمثل الحاكم الدكتاتوري ، و ” شربات أبو حلاوة ” وهي تمثل رمز النضال والجهاد ، والمُعلم ” رزق ” وهو يمثل الشعب الراضخ لهذا الحكم وهو حال الجميع بوقتنا هذا .

مسرحية شربات أبو حلاوة
مسرحية شربات أبو حلاوة

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى