أحمد عبد الصبور : الكومبارس هو شخص موهوب لكن الحظ لم يحالفه بأن يقدم نفسه بشكل جيد
أحمد عبد الصبور : الكومبارس هي مرحلة مر بها أغلب الفنانين
هبة عبد الحكيم
إستضاف برنامج واحة الفنون على قناة النيل الثقافية المؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” مع الإعلامية ” رانيا عادل ” في حلقة خاصة عن أشهر الكومبارس في السينما المصرية …
برنامج ” واحة الفنون ” من تقديم كلاً من : الإعلامية ” نهاد الحديني ” والإعلامية ” رانيا عادل ” ، وإعداد كلاً من : ” محمد أبو بكر ” و ” إيمان ذكي ” ، ومخرج منفذ : ” أحمد فخري ” ، وإخراج : ” أشرف السايس ” .
وقد تحدث المؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
” الكومبارس ” هو أشبه بملح الطعام في أي عمل فني ، فهم ملح السينما المصرية ومظاليمها ، الكومبارس يساعد على خلق مناخ طبيعي للفيلم ، فهو مواطن عادي يجلبونه بأجر زهيد ليلعب دوراً بسيطاً في عرض فني ، وعلى الرغم من أن أدوار البعض منهم لاقت شهرة فاقت البطل نفسه إلا أنهم ظلوا يعانون من التهميش ومن عدم الإعتراف بهم وبمشاكلهم ، بالإضافة إلى ما يواجهونه من عراقيل وصعوبات للحصول على هذه الوظيفة .
وقد أكد ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
يشبه ” الكومبارس ” وهم فئة من الممثلين (أصحاب الأدوار الثانوية) ، ملح الأرض ، فلا غنى عنهم في أي عمل فني مهما كانت نجومية الفنان أو الفنانة ، بطل أو بطلة هذا العمل ، لكن مع ذلك فهم مظلموا السينما في كل زمان ومكان ، على أكتافهم يبني النجوم نجوميتهم ويحصد المنتجون ثرواتهم ، ولا يحصلون في كل الأحوال إلا على الفتات ، بالإضافة إلى المعاملة السيئة من المخرجين ومساعدي الإخراج في إستديوهات التصوير ، إلى جانب الجرائم التي يرتكبها في حقهم ” الريجيسير ” (هو الشخص الذي يعتبر همزة الوصل بين المخرج والمنتج من جانب والفنانين والكومبارس والمجاميع من جانب آخر) .
وأضاف ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
وتعتبر كلمة كومبارس مفردة جديدة ودخيلة على اللغة العربية ، إذ كان المعروف منذ زمن طويل وجود الممثل الرئيسي أي البطل يليه الممثلون المساعدون ثم أصحاب الأدوار الصغيرة … لذلك فإن كلمة ” كومبارس ” جاءت لتطلق على الممثل الصامت الذي لم يكن الإعتراف بدوره متداولاً في الوسط الفني من قبل .
ولا تتعدى أهمية الكومبارس في العمل الفني أهمية أي دور آخر رغم أن البعض من المخرجين يعتبرونهم مجرد قطعة ديكور لتأثيث المشهد إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماماً ، لأن الكومبارس نجوم يساهمون في صناعة نجاح العمل الفني وبروزه إلى الوجود ، فهم أناس يعملون على إظهار الصورة الحقيقية للفيلم وكأن المشاهد حقيقية .
وعلى الرغم من أن الكومبارس شخص عادي قد لا تكون لديه الموهبة لكنه يقبل على لعب هذا الدور من أجل المال أو حباً في الوقوف وراء الكاميرا أو من أجل الظهور إلى جانب النجوم ، وقد وصلت شهرة بعض الكومبارس للعالمية لكن دون الإعتراف بدورهم المهم في إنجاح الفيلم .
وربط تاريخ عريق بين الكومبارس والسينما المصرية ، ولم يقتصر تاريخ هذه السينما على الكومبارس المصريين فقط ، بل شارك الكومبارس من جنسيات أجنبية في تشكيل ذاكرة السينما والمجتمع في مصر من خلال الشخصيات التي ظهروا فيها والإفيهات التي إرتبطت بهم والأدوار التي إعتاد مخرجوا الأفلام الإستعانة بهم لتأديتها .
وأشار ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :
ومن الممكن أن نعرف الكومبارس بأنه شخص موهوب لكن الحظ لم يحالفه بأن يقدم نفسه بشكل جيد ، وغالباً الكومبارس هي مرحلة مر بها أغلب الفنانين … فهم يدعمون البطل ولا يجدون من يدعمهم … ويتميزون ببساطة أدوارهم ، ورغم ذلك إستطاعوا أن يتركوا بصمة واضحة مع الجمهور ، فتراهم في أكثر من عمل فني بإطلالة بسيطة أو جمل مميزة ، فتحفظ وجوههم دون أن تعرف أسماءهم ، وهم ” الكومبارس ” الذين تركوا بصمتهم في الكثير من الأعمال الفنية .
لكن رغم تفوقهم في أدوارهم البسيطة ، فإنهم لم يأخذوا فرصتهم في التمثيل بمساحات أكبر ، ولم يجدوا من يدعمهم ، ومنهم من توفي ولم يشعر به أحد ، ومنهم من يشتكي قلة فرص العمل في التمثيل ، وآخرون يشكون من الفقر والمرض .