معلومات إحصائية عن سكان الأرض

بقلم : د عبد الله صادق دحلان
في عالم تزداد فيه الأرقام، وتتسارع فيه المتغيِّرات، قد يصبح من السهل أنْ نغفل عن الصورة الكاملة؛ لما تعنيه الإحصائيَّات المتعلِّقة بسكَّان الأرض. خلف كل رقم، هناك حياة وتجربة وقصة، وربما دعوة للتفكُّر في واقعنا، ومقارنته بالعالم من حولنا.
لقد اطَّلعتُ -مؤخَّرًا- على معلومات إحصائيَّة عن سكَّان الأرض، شاركني بها صديق عزيز، تُسلِّط الضوء على مشهد بشريٍّ غنيٍّ ومتنوِّعٍ يستحقُّ التأمُّل، من حيث توزيع السكَّان حول العالم إلى ظروفهم المعيشيَّة، وصولًا إلى نصائح حياتيَّة بسيطة يمكن أنْ تغيِّر واقعنا نحو الأفضل.
فأشار التقرير إلى أنَّه يُقدَّر عدد سكَّان العالم في عام 2025 بنحو 8.2 مليارات نسمة، وهو رقم قد يبدو مجرَّد إحصائيَّة ضخمة للبعض، إلَّا أنَّ تحليله بنسبة مئويَّة يكشف الكثير من الحقائق اللافتة، حيث إنَّ التوزيع الجغرافي للسكَّان يتمثَّل بالإحصائيَّات الآتية:
%60 من سكَّان العالم يعيشون في قارة آسيا، و15٪ في قارة إفريقيا، و11٪ في قارة أوروبا، و9٪ في قارة أمريكا الجنوبيَّة، و5٪ في قارة أمريكا الشماليَّة.
أمَّا توزيعهم حسب المدن والمناطق الريفيَّة، فيعيش 51% منهم في المدن، و49% في المناطق الريفيَّة. أمَّا بالنسبة للُّغات الأكثر تحدُّثًا للسكَّان فهي كالآتي: 12% من السكَّان يتحدَّثون اللغة الصينيَّة، و5٪ من السكَّان يتحدَّثون الإسبانيَّة، و5٪ من السكَّان يتحدَّثون الإنجليزيَّة، و3٪ فقط من السكَّان يتحدَّثون العربيَّة، 3% من السكَّان يتحدَّثون الهنديَّة، 3% من السكان يتحدَّثون البنغاليَّة، 3% من السكَّان يتحدَّثون البرتغاليَّة، 2% من السكَّان يتحدَّثون الروسيَّة، 2% من السكَّان يتحدَّثون اليابانيَّة، 62% يتحدَّثون لغتهم الأُم. أمَّا عن الظروف المعيشيَّة للسكَّان، وعلى وجه الخصوص في مجال الإسكان، فهي كالآتي: 77% من السكَّان يملكون منازل أو يستأجرون، و23% من السكَّان ليس لديهم سكن يسكنون مع الآخرين، أو يفترشون الشوارع والميادين العامَّة.
أمَّا في مجال الغذاء، 63% من السكَّان يأكلون ثلاث وجبات يوميًّا، بينما 15% يعانون من سوء التغذية وعدم توفره.
أمَّا بالنسبة لمستوى دخل الفرد، 48% من السكَّان يعيشون بأقل من دولارين في اليوم.
أمَّا بالنسبة لتوفر المياه، 87% من السكَّان لديهم مياه شرب آمنة، مقابل 13% محرومون من المياه الصالحة للشرب، أو عدم توفرها.
أمَّا في مجال الاتِّصالات، 75٪ يملكون هواتف أرضيَّة، أو محمولة، لكن 70% من سكَّان العالم لا يملكون اتِّصالًا بالإنترنت.
أمَّا في مجال التعليم الجامعي، فهناك 7% من السكَّان فقط حصلوا على تعليم جامعي، والبقيَّة إمَّا أُميِّون، أو موزَّعون على أنواع التعليم الأُخْرى.
أمَّا في مجال الديانات والانتماءات، فمنهم نسبة 33% من السكَّان يعتنقون المسيحيَّة، ونسبة 22% من السكَّان يعتنقون الإسلام، و14% من السكَّان يعتنقون الهندوسيَّة، و7% من السكَّان يعتنقون البوذيَّة، و12% من السكَّان لا يعتنقون أيَّ دين.
أمَّا بالنسبة للفئة العمريَّة للسكَّان فهي كالتالي: 26% من السكَّان تحت سن 14، و66% من السكَّان بين 15- 64، و8% من السكَّان فقط فوق سن 65.
بعد هذه الإحصائيَّات يُوجَّه السؤال للقارئ: هل تنتمي إلى النُّخبة العالميَّة؟.
فإذا كنت تملك منزلًا، وتتناول وجباتك اليوميَّة بشكل منتظم، وتشرب ماءً نظيفًا، وتمتلك هاتفًا ذكيًّا مع اتِّصال بالإنترنت، وسبق لك الالتحاق بالجامعة، فأنت ضمن أقل من 7% من سكَّان العالم ممَّن يعيشون في «رفاهيَّة نسبيَّة»، وتُعدُّ من فئة النُّخبة العالميَّة.
ويوجِّه التقرير رسالة لمن تجاوز الـ65 عامًا -وأنا منهم- قائلًا: إذا كنت قد بلغت 65 عامًا أو أكثر، فأنت ضمن 8% فقط من سكَّان الأرض الذين تمكَّنوا من بلوغ هذا العمر، في وقت غادر فيه معظم النَّاس الحياة قبل هذه المرحلة، إنَّها نعمة تستحق الامتنان، وفرصة للاستمتاع بالحياة، ومراجعة الأولويَّات، ومشاركة الحكمة مع مَن حولك.
هذه الأرقام ليست مجرد حقائق صماء، بل مرآة لحقيقة عالمنا المعاصر، ودعوة لكل فرد لأنْ يُراجع موقعه في هذا المشهد البشريِّ الواسع. إنَّ مجرد امتلاك أساسيات الحياة يجعلنا من المحظوظين في هذا العالم، فلنحمد الله ونشكره على هذه النعم، ولنعمل على تحسين حياتنا وحياة مَن حولنا، ولو بخطوة بسيطة، وكلمة طيبة، وابتسامة صادقة.
وأخيرًا، شكرًا لصديقي العزيز الذي شاركني هذا التقرير، وأنا أشاركه اليوم لقرَّائي الأعزَّاء.