في ماراثون ثقافي قاهري.. فارسة الفيزياء والأدب هدى النعيمي تتألق في ثلاث محطات إبداعية كبرى

كتب : عزت اشرف
في زيارة استثنائية تليق بقامتها العلمية الشاهقة وإبداعها الأدبي المتفرد، تحط الأديبة والفيزيائية القطرية الكبيرة الدكتورة هدى النعيمي رحالها في قلب القاهرة، لتخوض ماراثونًا ثقافيًا مكثفًا عبر ثلاث محطات فكرية بارزة. إنها إطلالة نادرة تجمع بين دقة العالمة التي تغوص في أسرار الذرة، ورقة الأديبة التي تبحر في أعماق النفس البشرية، لتقدم نموذجًا مضيئًا للمرأة العربية التي روّضت أصعب العلوم وأبدعت في أجمل الفنون.
تتجه أنظار الأوساط الثقافية المصرية هذا الأسبوع نحو جدول حافل باللقاءات الثرية مع القامة القطرية الدكتورة هدى النعيمي، التي تقدم خلاصة تجربتها العلمية والأدبية في ثلاث فعاليات كبرى على مدار ليلتين متتاليتين:
المحطة الأولى: “كليلة وهدى” في ورشة الزيتون (الإثنين)
ينطلق الماراثون الثقافي في تمام السابعة من مساء الإثنين الموافق 18 أغسطس، حيث تستضيف “ورشة الزيتون” العريقة بمقر حزب التجمع، ندوة نقدية عميقة لمناقشة أحدث إصداراتها القصصية “كليلة وهدى”. ويدير هذه الأمسية الفكرية نخبة من ألمع النقاد والكتاب المصريين، يتقدمهم الناقدة الدكتورة فاطمة الصعيدي، والروائية الدكتورة عزة كامل، وأستاذ الأدب والنقد الدكتور شريف الجيار، والقاص هاني منسي، والقاصة حنان عزيز. وتقام الورشة في مقرها الكائن في 1 شارع محمد إبراهيم، المتفرع من شارع الشهيد أحمد المنسي (سليم الأول سابقًا)، بجوار قصر الطاهرة، والدعوة مفتوحة لجميع عشاق الكلمة الراقية.
المحطة الثانية: “زعفرانة” على منصة السرد العربي (الثلاثاء)
تواصل الدكتورة هدى النعيمي تألقها في المحطة الثانية مساء الثلاثاء الموافق 19 أغسطس، حيث يحتفي بها “ملتقى السرد العربي” ضمن سلسلته المتميزة “نماذج مضيئة”. وستكون روايتها البديعة “زعفرانة” هي نجمة الأمسية، حيث يبحر في عوالمها فارس النقد الدكتور حسام عقل برؤيته الثاقبة، وتشاركه في ذلك المبدعة الناقدة الدكتورة جيهان الدمرداش، في لقاء يُنتظر أن يحمل في طياته مفاجأة خاصة للجمهور.
المحطة الثالثة: حوار خاص حول مسيرة العطاء (الثلاثاء)
وفي قلب أمسية “ملتقى السرد العربي” ذاتها، تأتي المحطة الثالثة والأكثر خصوصية، وهي حوار خاص سيبحث عن الدرر الكامنة في مسيرة الضيفة الساطعة، مستكشفًا نشاطها العلمي المرموق، وعطاءها الثقافي الهادف، وكيف نجحت في تحقيق هذا المزيج المتوازن بين عالمي الفيزياء والأدب، ليقدمها كتاج أنيق للثقافة العربية.
هدى النعيمي: جسر من ذهب بين العلم والأدب
الدكتورة هدى محمد عبد اللطيف النعيمي ليست مجرد كاتبة، بل هي ظاهرة ثقافية فريدة. بدأت رحلتها العلمية ببكالوريوس الفيزياء من جامعة قطر، ثم حلقت إلى مصر لتحصل على الماجستير في الفيزياء النووية من جامعة عين شمس، والدكتوراه في الفيزياء الحيوية الطبية من جامعة القاهرة. وتشغل حاليًا منصبًا رفيعًا كمدير تنفيذي لإدارة الصحة المهنية والسلامة بمؤسسة حمد الطبية.
لم تمنعها مختبراتها وأبحاثها من الانغماس في عشقها للأدب، الذي أثمر عن مؤلفات هامة منها المجموعات القصصية “المكحلة” و**”أنثى”، وكتابها النقدي “عين ترى”. وقد تُوجت مسيرتها بالعديد من الجوائز المرموقة، أبرزها جائزة الدولة التشجيعية عام 2018، وتم اختيارها لعضوية لجان تحكيم كبرى الجوائز الأدبية العربية مثل “البوكر” و”كتارا”**، لتثبت أن العقل العلمي والقلب الأدبي يمكن أن ينبضا معًا في جسد مبدعة واحدة.