القادرية الكسنزانية تنعي “زغلول النجار” : الراحل جمع بين روحانية التصوف وجلالةِ العلم

نعت الطريقة القادرية الكسنزانية بالعراق والعالم الإسلامي برئاسة شيخها السيد شمس الدين محمد نهرو الكسنزان القيمة الفكرية والقامة العلمية ، والعالم الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور زغلول النجار رحمه الله تعالى والذي توفي الاحد في العاصمة الأردنية عمان .

وقالت الطريقة القادرية الكسنزانية في بيان لها منذ قليل : بقلوبٍ عامرةٍ بالإيمانِ، ومفعمةٍ بالرضا والتسليمِ لقضاءِ اللهِ وقدرهِ ، تنعى رئاسةُ الطريقةِ العليّةِ القادريّةِ الكسنزانيّةِ في العالم، متمثّلةً في السيّدِ الشّيخِ شمسِ الدّينِ محمّدٍ نَهرو الكَسْنَزانِ القادريِّ الحُسينيِّ (قُدِّسَتْ أسرارُه)، العالم الإسلامي الدكتور زغلول النجار والذي كان ركنًا من أركانِ الدّعوةِ والفكرِ ، مُظهِراً الإعجازِ العلميِّ في القرآنِ الكريم، حيث كرّسَ علمَهُ الواسعَ وطاقاتَهِ في بيانِ دلائلِ القدرةِ الإلهيّةِ في آياتِ اللهِ الكونيّة.

وتابعت : كانَ من أعلامِ الفكرِ الإسلاميِّ المعاصرِ ممن جمعوا بينَ رُوحانيّةِ التّصوّفِ وجلالةِ العلم، فكان يحضر مجالسَ الذِّكرِ والموالدِ النبويّةِ الشريفةِ التي تُقيمُها الطّريقةُ العليّةُ القادريّةُ الكسنزانيّةُ بحضور السّلطانِ الخليفةِ محمّدِ المحمّدِ الكَسْنَزانِ الحُسينيِّ (قَدَّسَ اللهُ سِرَّه) في عمّان ، وله مواقفَ مشرِّفةً وواضحة تعكس الجانب الايماني الراسخ في ذاته وكيانه ، اذ كان على الدوام يعرب عن تقديره العالي للمقام الشريف لحضرة السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدست اسراره ، ومُثنيًا على دورِها الرّوحانيِّ في إحياءِ القيمِ الإيمانيّةِ ونشرِ معاني المحبّةِ والوحدةِ بينَ المسلمين.

واضح البيان : وبهذا المصابِ الجَلَلِ، تتقدّمُ رئاسةُ الطريقةِ القادرية الكسنزانية بأحرِّ آياتِ العزاءِ والمواساةِ إلى الأمّةِ الإسلاميّة ، وإلى أسرةِ الفقيدِ الكريمة ، وتلامذتهِ ومحبّيهِ ، سائلينَ اللهَ تعالى أن يتغمّدَهُ بواسعِ رحمتهِ، ويُسكنَهُ فسيحَ جنّاتِه ويُثيبَهُ على ما قدّمَ من علمٍ نافعٍ وعملٍ صالحٍ في خدمةِ دينِ اللهِ تعالى وإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .

وانتقل الراحل إلى رحمة الله تعالى يوم الأحد 9 نوفمبر 2025م في العاصمة الأردنية عمّان عن عمر مساوٍ لنحو 92 عاماً، وقد نسج رحلته في العلم والدعوة مسيرة حافلة بالعطاء في مجال الإعجاز العلميّ في القرآن الكريم.

سيرته العلمية والدعوية

وُلد زغلول النّجار يوم 17 نوفمبر 1933م في قرية مشال بمركز بسيون، محافظة الغربية، جمهورية مصر العربية، وتلقى حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ونشأ في أسرة علم ودين، حيث كان جده إمام القرية، ووالده وأعمامه من خريجي الأزهر و دارالعلوم.

التحق بكلية العلوم – جامعة القاهرة، وتخرج عام 1955م بكـالوريوس في قسم الجيولوجيا بمرتبة الشرف.
وحصل على درجة الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز – بريطانيا عام 1963م، ومنح زمالة ما بعد الدكتوراه، وأصبح أستاذاً (بروفيسور) عام 1972م.

وعمل في جامعات عربية ودولية، أسّس أقساماً في الجيولوجيا، وأشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه.