منوعات

الدوحة تدعم الهوية العربية في ملتقى “البعد الثقافي في السياحة الرياضية والإعلام”

قطر ترسم خارطة طريق لـ "الهوية والقوة الناعمة

 

 

كتب :  عزت اشرف

القاهرة 

في تطاهرة فكرية وتنظيمية وفي ليلةٍ تجسدت فيها ملامح الريادة العربية، احتضنت أرض الدوحة، وبالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، أعمال ملتقى “البعد الثقافي في السياحة الرياضية والإعلام”، الذي نظمه الاتحاد العربي للسياحة الرياضية. وتحت شعار يحمل رؤية استراتيجية عميقة: “شراكة التأثير والهوية العربية”، اجتمع نخبة من صناع القرار والخبراء لرسم مستقبل جديد تتجاوز فيه الرياضة منصات التتويج لتصبح جسراً ثقافياً ورافعة اقتصادية مستدامة.
ليضعوا رؤية شاملة حول كيفية تحويل البطولات الرياضية إلى منصات ثقافية واقتصادية مستدامة تعزز القوة الناعمة للمنطقة العربية.

قطر.. منارة الحدث والرسالة الحضارية

افتتح الملتقى بكلمة ترحيبية من **الشيخ نايف بن عيد آل ثاني**، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات رتاج، أكد فيها أن الرياضة لم تعد مجرد منافسات عابرة، بل هي أداة استراتيجية لصناعة الصورة الذهنية للدول. واستذكر ملامح التحول القطري الذي جعل من أحداث كبرى، وفي مقدمتها **مونديال 2022**، نموذجاً عالمياً بروح عربية أصيلة. ومن زاوية القطاع الخاص، سلط الضوء على تجربة **”رتاج”** كعلامة قطرية قدمت نموذج ضيافة يدمج القيم العربية بالمعايير العالمية، مؤكداً أن نجاح السياحة الرياضية يكتمل بالتكامل بين الملاعب والخدمات الثقافية والضيافة.

السياحة الرياضية كرسالة تأثير ناعمة

وفي سياق متصل، شدد **السيد كامل أبو علي**، رئيس الاتحاد العربي للسياحة الرياضية، على أن هذا القطاع بات يمثل رسالة حضارية تفتح آفاق التواصل بين الشعوب، مشيداً بالنجاح القطري اللافت في تنظيم **كأس العرب** والبطولات الكبرى. وكشف أبو علي عن توجه الاتحاد لتعزيز حضوره القاري، من خلال التخطيط لتواجد فاعل في **بطولة أمم أفريقيا القادمة بالمملكة المغربية** عبر فعالية تخصصية تجمع شركاء السياحة والرياضة، مؤكداً أن الإعلام يظل الشريك الاستراتيجي الأول في نقل هذه الرسالة وصناعة التأثير.

الإعلام وصناعة الوعي القيمي

من جانبه، وضع **سعادة أحمد بن محمد الجروان**، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، الملتقى في إطار القيم الإنسانية، مؤكداً أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للخبر، بل هو فاعل أساسي في تشكيل الوعي وترسيخ قيم التسامح. وأوضح أن التكامل بين السياسات الثقافية والإعلام الهادف هو ما يقدم “صورة عربية مشرقة” في المشهد الدولي.

العمل العربي الموحد

وفي حديث عن الجانب التنظيمي، استعرض **الدكتور سلطان بن خميس اليحيائي**، الأمين العام للاتحاد العربي للسياحة الرياضية، دور الاتحاد كجهة اختصاص تعمل على تطوير المعايير الدولية في المنشآت الرياضية والسياحية. وأشار إلى أن اختيار قطر لاحتضان أولى فعاليات الاتحاد في الخليج جاء تقديراً لتجربتها التراكمية الممتدة من **آسياد 2006** وصولاً إلى الإنجازات المونديالية، بهدف بناء شراكات وتأهيل كوادر عربية قادرة على قيادة هذا القطاع.

مخرجات الملتقى
خلص الملتقى إلى حزمة من المخرجات الطموحة التي تهدف للانتقال من مجرد الاستضافة إلى صناعة الأثر الدائم، حيث تم التأكيد على ضرورة تعزيز التكامل بين الثقافة والرياضة عبر نهج استراتيجي يصنع هوية عربية جاذبة عالمياً. ودعا الملتقى إلى إطلاق **”أسبوع السياحة الرياضية والثقافية العربي”** كفعالية سنوية متنقلة تبرز الهويات المحلية، مع دعم تدشين منصات رقمية متخصصة للترويج لهذا القطاع.

كما ركزت المخرجات على أهمية تشجيع الاستثمار في البنية التحتية عبر شراكات مبتكرة مع القطاع الخاص، وتفعيل دور الإعلام لإنتاج وثائقيات تدمج الرياضة بالثقافة، مع تمكين صناع المحتوى الشباب ببرامج تدريبية تعكس الهوية القيمية. واقترح المجتمعون إنشاء جوائز سنوية لتميز الإعلام وتأسيس مرصد عربي لرصد الأداء وإصدار الدراسات، مع توسيع صلاحيات الاتحاد العربي ليكون مظلة تنسيقية عليا.

ولم يغفل الملتقى دور المرأة العربية في هذا المجال، داعياً لإبراز نماذجها الناجحة، مع ضرورة إعداد دليل استرشادي للتجارب الملهمة كالتجربة القطرية وتعميم دروسها المستفادة. كما تم التأكيد على أهمية إدراج السياحة الرياضية كرافد اقتصادي في خطط التنمية، وإدخال مساقات تعليمية جامعية متخصصة، وتخصيص مساحات دائم في الإعلام الرسمي للتغطية الثقافية الرياضية، وصولاً إلى اعتماد الدوحة كنموذج رائد في تدريب وتأهيل الكوادر العربية في هذا القطاع الحيوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى