منوعات

 الشيخ عجيب لاماني فهمي وتفاصيل انسانية

كتب: عزت اشرف

رواية تتناول التغيرات الاجتماعية التي طرأت على مصر في الفترة من السبعينيات حتى ثورة يناير، تتبع  الراوية حياة طفلة اسمها فوزية فقدت والدتها وهي صغيرة فتركها الأب الشيخ عزيز لدى خالتها وسافر للعمل لتتغير طبلعه وأساليب حياته، بينما تنشأ فوزية نشأة مختلفة، وهو ما يُوحي بصدام مرتقب عند أول لقاء لهما، فقد تبنى والدها أفكارًا تختلف عن أفكاره السابقة وتتصادم مع أفكار وأحلام ابنته وكذلك مع طريقة تربية الخالة لها.

كانت فوزية في المدرسة الثانوية عندما عاد والدها، فتمزقت بين ذكرياتها القديمة عن والدها وحلمها القديم بلقائه بعد عودته من الغربة، لكنه بدا لها كغول متوحش يأمر وينهي ويصرخ، لم يعانقها أو يقبلها كما كانت تراه في أحلامها، لم يتقبل فكرة مسك يدها وهما يسيران بالشارع معًا، طلب منها تطويل الملابس وارتداء الحجاب وأنبها لأنها ترتدي ملابسًا غير لائقة، قارنت بين صوره القديمة مع والدتها وهي صور بالألوان الأبيض والأسود، وبين ما يطلبه منها والدها حاليا بإسم الدين، وتساءلت ألم تكن والدتهاووالدها فيما سبق مسلمين؟!

أمر والدها أخوتها اللذين أنجبهم آخرين من زيجة ثانية  بتمزيق الرسومات التي رسمتها فوزيه فهذا من وجهة نظره حرام، ساعدتها أصغر الأخوات على حماية بعض الرسومات وأرسلوها لمدام  جولييت لتحميها.

مدام جولييت شخصيه مهمه تحمي الفتيات وتحيك لهن الملابس بمقابل مادي بسيط، تحاول إطلاعهن على أحدث خطوط الموضة، وأ،سب الملابس التي تخفي عيوب أجسامهن، غادر أبناءها تباعًا مصر للهجرة وحاولوا عبثًا معها أن تذهب لهم خاصة بعد وفاة والدهم، لم تتقبل الفكرة فمنزلها وحديقته بالنسبة لها وطن، تحاول حماية الكلاب التي يُسممها مجهولون بالمنطقة، وتجعل من حديقة منزلها مسرحًا مفتوحًا للصغار الذين يقفزون من على الأسوار لالتقاط حبات المانجو فتأسرهم جولييت بعروضها السحرية فينسون المانجو ويستسلمون لسحر الحكايات.

تمتلك عصا يزعم الصغار أنها سحرية ومكنسة تركبها وتتراقص بها فتزداد عقيدتهم أنها تتحول لجنية طيبة في بعض الأحيان، تترك لهم على الموائد الحجرية بحديقتها حلوى مولد النبي وكعك العيد وهدايا أحد الزعفـ، يحتار الصغار في ماهية ديانتها ويتجرأ أحدهم وهو مراد ويسألها فتخبره أ، دينها لا تكذب لا تسرق لا تقتل لا تشتم لا تظلم

يُحب مراد فوزية منذ نعومة أظافرهما، ومع تحولهما لفترة المراهقة تنتبه فوزية، فتبادله الحب لكنه حب  عذري مكتوم في قلب كلا منهما، يفصح عنه مراد فقط بالأغاني عندما يراها تطل من شباك بيت خالتها، لكنه يعرف أن مستوى معيشتها يفوق مستوى معيشته ولن يقبل والدها الشيخ عزيز بتزويج فوزيه له رغم أنه التحق مؤخرًا بكلية الهندسة لكن والدته تجلس على قارعة الطرق لعمل الشاي والساندوتشات للمارة، هو عمل شريف وعزيز رجل متدين  لكنه لن يقبل به.

في ذلك الحين يخطط عزيز لتزويج كريمته للشيخ عجيب، عجيب متعصب دينيًا، يُكفر الحكومات والشعوب، ويرى أن الناس حوله كفار بدرجات إلا أقل القليلـ وعليه أن يجد لابنته زوج يرضى الشيخ عزيز عن دينه، لا يُوجد أفضل من عجيب.

تعترض فوزيه وتعترض خالتها بينما تؤيد زوجة الأب ما يحدث ويستشهد الأب وزوجته بكمال عقل نهله التي قبلت بالزواج في بيت فقير للغايه رغم جمالها الأخاذ، يمنع الأب ابنته من التعامل مع الخالة التي ربتها لأنها من أسباب إفساد عقل ابنته، بينما تجاول الخالة أن تجعله يتراجع عن قرار تزويج ابنته التي لم تبلغ بعد الثامنة عشر من العمر لرجل يحكي الناس عن كيف تحولت زوجته الأولى لمختلة عقليًا أو ربما لمرتدة عن دينها، لا أجد يجزم بما حدث لها، لكن الجميع يعرف أصل الحكاية فقد تحولت حياة زوجة عجيب الأولى حين منعتها والدته من الذهاب لطبيبة النساء إلا بإذن منه، ومن أجل واجب طاعة الزوج تحملت الزوجة الألم ولم يتمكنوا من التواصل مع عجيب إلا بعدما تدهور حال الزوجة ومات الجنين وتم استئصال الرحم. بعدها حدث تحول كلي للزوجة المنقبة فاختفت وقال البعض أنها طلبت لجوء ديني وهربت للخارج، وقال آخرون أنهم رأوها ترقص شبه عارية في الموالد والأفراح.

على صعيد آخر لم يتحدث عزيز وزوجته عن الزيجة السابقة لعجيب، لكنهما طالبا فوزية أن تتخذ من ابنة عمتها نهلة قدوة طيبة، حضرت والدة نهله الجلسات العائلية بين أخيها وزوجته وفوزية، تبتهج كثيرًا وهي تستمع لامتداح عزيز لأخلاق نهلة، وتحث فوزية على الاقتداء بها، بينما فوزية تكتم في قلبها ما تعرفه عن نهلة وزيجتها الثانية.

لم تكن زيجة نهله مباركة كما اعتقد الأب، تزوجت نهلة في المرة الأولى وهي مازالت قاصر لإخفاء عار حمل سابق من علاقة غير شرعية بشاب يعلوها طبقيًا، تم إحضار الشاب وعائلته ولم يكن لديه خيار إلا الزج به بالسجن لأنه أقام علاقة مع فتاة قاصر أو أن يتزوجها بالفعل وهو ما اختاره بالفعل على أمل تطليقها فيما بعد فهي لا تليق بمكانته الاجتماعية.

وجدت نهلة نفسها في بيته زوجة تتم معاملتها كالخادمات نهارًا وكالعاهرات ليلُا، لم يعد يعاملها بنفس الطريقة الرومانسية القديمة، لا توجد زهور ولا قبلات ولا عشاء على نفس الطاولة،  يُخبرها أنها تلاعبت به وتعمدت أن يقيم معها علاقة حتى تتمكن من ابتزازه هي وعائلتها، وعليها أن تدفع الثمن كخادمة وعاهرة لا كجبيبة، تبكي وهي تحلف له أنها تحبه وأنها أخبرت أهلها أنه اغتصبها لأنه لم يكن لديها الشجاعة الكافية لقول أنها قامت بالعلاقة بكامل إرادتها، قاربت ضن الرشد الثامنة عشر وقررت أن تبرهن له على حبها الحقيقي له بالتنازل غن كافة جقوقها، وما أن فعلت حتى اختفى الزوج وعائلته من البلاد، أرسلها لمدينة مجازرة لتنظيف فيللا والدته ليتمكنا من قضاء أجازتهما بها، ولما لم يذهب لها ولم يرد على اتصالاتها عادت للبيت لتجد سكانًا جدد.

قبلت بالزوج الثاني شريعً رغم سوء حالته المادية هربًا من قوانين الضرب والسب والإهانات التي عاملها بها الجميع لأنها جلبت لهم العار ماعدا والدتها و خالة فوزية

لن تتمكن الخالة من حماية فوزية، ستتزوج فوزية من عجيب في أغرب ليلة زفاف يمكن لعروس أن تحلمم بها، فقدد قرر عجيب بعد دخوله بزوجته ومعاينتها أنها تحتاج للختان حتى لا يُغرر بها أي شخص خلال سفره المتكرر.

ستعاني فوزية من أفكار عجيب هذا الذي دخل بها في الطابق الأول من بيته المجاور للمقهى حيث اعتاد مراد أن يجالس الشباب وكبار السن ويغني لهم فيما يتضاحك الجميع عليه ويُسمونه برنامج ما يطلبه المستمعون.

ليلة دُخلة على صوت  مراد تنتهي بالختان، لم تتمكن من الهرب، حاولت بالفعل قبل الزفاف لكنها لم تكن تعرف أين يمكنها الذهاب، ومصير نهلة يتمثل أمامها، ربما يغتصبني شخص ما لو نمت بالطرقات.

تحاول حماية نفسها وأبناءها من عجيب، تتمكن مع ولد ولا تتمكن مع ولد آخر، عليها التحمل والتعامل مع أفكار عجيب السوداويه فحلمه الحالي هو حرق القاهرة ، يرى أن الله عاقب أقوامًا سابقة كقوم عاد ولوط الخ، وأن دور المؤمن المثالي هو معاقبة المخطئين، أن يفعل مثلما فعل سيدنا نوح يحمل الصالحين معه، ويترك الباقي للغرق، لقد ناداهم سيدنا نوح وحذرهم، لكن عجيب سيقوم بفعل انتقائي لمن يراهم صالحين،  لا يريد عجيب انتظار الطوفان بل يريد أن يقوم هو بصناعته ثم اختيار الناجين، فماذا سيحدث، دعوة لقراءة تفاصيل أكثر في رواية الشيخ عجيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى