باب الفن

أحمد عبد الصبور : مدرسة ” ستانيسلافسكي ” أنقذت التمثيل من إمتداد مدرسة المبالغة إلى التقمص الكامل للشخصية

وليد محمد

 

 

إستضافت قناة إذاعة البرنامج الثقافي على تردد ( FM 91.50 ) المؤرخ والناقد الفني د. أحمد عبد الصبور في حلقة من برنامج ” بلا حدود ” مع الإعلامي المتميز ا/ هاني عويس ، وحديث عن ” مدارس التمثيل المصرية ” .

 

 

وقد تحدث المؤرخ والناقد الفني ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

 

لعل من أكثر الحرف والمهن غموضاً وسحراً هي مهنة التمثيل ، فالناس يشيرون على الممثل الذين أحبوه قائلين : إنه رائع ، ولكنهم قد لا يعرفون على وجه الدقة لماذا ، وكيف ؟ بل إننا نعجب في كثير من الأحيان لنجاح ممثل وهو غير موهوب بالدرجة الكافية .

 

على أي حال نحن في هذة الحلقة سنعرض قدر المتاح من مدارس التمثيل المختلفة ، وكيفية إستخدامها أو إستثمارها سواء عن قصد أو دونما قصد بالسينما المصرية ، وسوف نتطرق لمدارس التمثيل والثورة الفنية التي صنعت السينما المصرية ، ففي هذة الحلقة سوف نلقي بعضاً من الضوء على هذا الفن والعلم الدقيق في عناصره والمعقد في آلياته ، رغم ما يبدو عليه من بساطة وسهولة .

 

 

 

ودعونا أولا نتعرض لمعنى التمثيل كما عرّفه القطب الكبير ” قسطنطين ستانيسلافسكي ” الذي قال – من ضمن ما قال – : إن عملية التمثيل هي عملية معقدة داخل عقل الممثل و وجدانه منعكسة على جسده ، وتعبير الوجه للوصول إلى أقصى درجات الإقناع  للمتفرج ، وذلك بأداء طبيعي لا إفتعال فيه ولا مبالغة كاذبة .

 

كان هذا التعريف ثورة في عالم التمثيل ، وكان ” ستانيسلافسكي ” يستمد تعاليمه تلك من نقده للأداء الأوبرالي الذي يعتمد على المبالغة في الإنفعال وحركات الجسد والوجه ، وهذا النوع من الأداء المتكلف له جذور تستند لفكرة أن البطل التراجيدي لا بد أن يكون مختلفاً ، فهو ليس مثل البشر العاديين ، بل أرفع منهم قدراً وشأناً ، ومن ثم لا بد أن يكون أداءه مُفخماً مبالغاً فيه : صوتاً وجسداً وتعبيراً … إن هذا الفن وُلد داخل المعابد والقصور ، وبالتالي فإنه يُقدم فناً نخبوياً .

 

 

” قسطنطين ستانيسلافسكي ” … مدرسة الإندماج الروسي :

 

تغيرت النظرة النخبوية للفن بعد ظهور مدرسة ” ستانيسلافسكي ” بروسيا ، فقد أنقذت هذه المدرسة التمثيل من إمتداد مدرسة المبالغة إلى التقمص الكامل للشخصية ، وتلك التقنية في ذاك الإتجاه معناها أن يسيطر لا وعي الممثل على وعيه فلا يدرى الممثل من نفسه شيئاً غير الشخصية المنوط بها فيعود بها إلى درجة أنه يتمناها بكل جوارحها .

 

فعلى سبيل المثال – وهذا ما حدث بالفعل – فإن الممثل إندمج في شخصية ” عطيل ” لـ ” وليم شكسبير ” الذي يعاني من الشك في سلوك حبيبته ” ديدمونة ” ، ويوغر صدره صديقه الشرير ” ياجو ” ، حيث يجد ” عطيل ” المنديل الذي يؤكد شكوكه ، فيندفع كالثور الهائج نحو ” ديدمونة ” ويصيح فيها : ” المنديل يا ديدمونة المنديل ” ، ويقوم بخنقها حتى تلفظ أنفاسها ، وللأسف إندمج الممثل وتقمص الشخصية ، وبالفعل شرع بخنق الممثلة ، وبسرعة أدرك القائمون على العمل إمكانية وقوع الكارثة فأوقفوا المسرحية وأنقذوا الممثلة .

 

عاد الممثل إلى وعيه بعد أن كادت تحدث مصيبة متأثراً بما تعلمه من مدرسة الإندماج والتقمص ، ولعل هذه المدرسة برغم خطورتها لها مريدوها حول العالم .

 

 

” ذكي رستم ” .. صفعة أدت إلى إغماء الممثلة :

 

لا شك أن المثال الأهم لمدرسة الإندماج التي أسسها ” ستانيسلافسكي ” عندنا في السينما المصرية هو الكبير ” ذكي رستم ” ، إذ إن من المعروف عنه الإندماج الكامل بالتمثيل لدرجة أنه من فرط إندماجه في التمثيل صفع بيده القوية وجه ” ماجدة ” في عمل من إنتاجها .

 

وقد أدت هذه الصفعة من فرط قوتها إلى نزيف في الأنف وأدت إلى إغماء ” ماجدة ” ، وبالطبع قدموا لها الإسعافات اللازمة ، وعندما أفاقت قدم ” ذكي رستم ” إعتذاره لها ، فكان رد ” ماجدة ” أنها غير غاضبة ، ولكنها فقط تريد أن تكمل الفيلم في إشارة منها أنه إذا تكرر الأمر بهذه القوة دون تحكم في مظاهر القوة قد يحدث ما لا يحمد عقباه .

 

 

 

” سعاد حسني ” .. إبنة التحكم التي إندمجت في مشهد الإغتصاب :

 

من المرات القليلة التي إندمجت ” سعاد حسني ” رغم إنتمائها بالفطرة إلى مدرسة التحكم – هذه المدرسة التي تضع مسافة بين الوعي واللاوعي – في مشهد الإغتصاب بفيلم ” الكرنك ” لـ ” علي بدرخان ” ، وقد كان المشهد قاسياً إلى أبعد الحدود .

 

ذلك المشهد الشهير الذي يقوم فيه ” فرج ” بإغتصابها كنوع من كسر إرادتها لكي تطوعها الأجهزة الأمنية حسب ما تريد ، وبالطبع صرخت ” سعاد ” وإنهارت بالمشهد ، ويبدو أنه كان إنهياراً حقيقياً من شدة الإندماج إلى درجة أنها إنخرطت في نوبة هستيرية من البكاء والصراخ ، حتى بعد أن أوقفوا التصوير .

 

إنتهى المشهد لكن ” سعاد ” إستغرقت في تلك الحالة وقتاً طويلاً حتى إستطاعت تهدئة نفسها .

 

 

” غرام وإنتقام ” .. كاريزما نجوم الأداء المبالغ فيه :

 

أعطينا أمثلة من السينما المصرية عن التقمص ، ولا بد أيضاً أن نعطي أمثلة عن التمثيل المبالغ فيه سواء كان إنفعالاً أو مبالغة في الهدوء كنوع من إصطناع الطبيعة ، ولعل المثل الصارخ عن هذا هو : ” يوسف وهبي ” ، وأيضاً ميلودرامات ” حسن إمام ” ، وبالطبع ليست كل أعمال ” حسن إمام ” .

 

في فيلم ” غرام وإنتقام ” – على سبيل المثال – كان هناك أداء مبالغ فيه لـ ” يوسف وهبي ” ، وهو مثال واضح لهذا النوع من الأداء ، ولكن يظل السؤال الحاضر في الذهن كيف نجح ” يوسف وهبي ” و ” أنور وجدي ” وغيرهم في هذا الأداء المفتعل ؟

 

والإجابة على هذا السؤال الوجيه هو الكاريزما أو الحضور ، فلا شك أن ” يوسف وهبي ” و ” أنور وجدي ” و ” فاطمة رشدي ” كانوا يمتلكون ذاك الحضور القوي الذي يأسر المشاهد ويجعله يتغاضى عن مبالغتهم الشديدة في الأداء إلى درجة أن الجمهور المصري بقي معتمداً على هذا الأداء المبالغ فيه سنوات طويلة ، حتى تطور ذوقه وأخذ يتذوق الأداء الحقيقي المقنع دونما إفتعال في التمثيل .

 

” نجيب الريحاني ” .. عبقرية عفوية في فجر السينما المصرية :

 

لعل الإستثناءين الوحيدين في زمن الثلاثينيات والأربعينيات كان للعظيمين : ” نجيب الريحاني ” و ” سليمان نجيب ” ، فلم ننس هذا المشهد الضاحك المبكي بينهما في فيلم ” غزل البنات ” ، آخر ما مثله ” نجيب الريحاني ” … كان هذا المشهد يزخر بكثير من المعاني والمتناقضات بين مدرس اللغة العربية البسيط وبين الباشا في زي بستاني .

 

ترتب على ذلك مفارقات ضاحكة إلى حد الصراخ ، ولكن دون الإفتعال أو لي عنق الموقف أو الأداء ، وكذلك لا ننسى تمثيل ” نجيب الريحاني ” العبقري في فيلم ” أحمر شفايف ” مع الجميلة ” سامية جمال ” ، فقد كان أداء ” الريحاني ” بهذا الفيلم تحديداً مذهلاً ، أداء يقترب بل يكاد يتفوق على كثير من أداءات ذلك العصر في الطبيعة والتحكم في نبرات الصوت وتعبير الوجه الدقيق وقبل كل هذا سيطرة وعيه على كل مفردات الشخصية … حقاً كان عبقرياً .

 

 

إستديو الممثل .. ثورة في عالم التمثيل في أمريكا :

 

بالطبع تطورت تعاليم ” ستانيسلافسكي ” في أمريكا على يد معلمة التمثيل ” ستيلا أدلر ” ، ونقلته بدورها إلى ” لي ستراسبيرج ” الذي أنشأ مدرسة تمثيل سماها ” إستديو الممثل ” ، وتعني هذه المدرسة بالأسلوب ، وكانت تطويراً لتعاليم ” ستانيسلافسكي ” كما ذكرنا .

 

وقد تخرج من هذه المدرسة أهم النجوم ، فمنهم على سبيل المثال لا الحصر : ” مارلون براندو ” ، و ” بول نيومان ” ، و ” ميريل ستريب ” ، و ” روبرت دي نيرو ” ، و ” آل باتشينو ” ، و ” جاك نيكلسون ” ، و” داستين هوفمانو ” ، و ” جين هاكمان ” ، و ” مارلين مونرو ” ، و ” جيمس دين ” .

 

وكل هؤلاء النجوم الذين ذكرناهم قد أحدثوا ثورة في عالم التمثيل ، وحققوا النجومية أيضاً إذ من الصعب أن تصبح ممثلاً مميزاً ونجماً كبيراً على صعيد واحد ، وهذه المدرسة هي المحببة لدى الكثير من النجوم والتي يفضل الكثير من الممثلين أن ينتموا إليها .

 

 

 

” عمر الشريف ” .. صفعة تؤدي إلى عاهة مستديمة :

 

نعود إلى أهم الممثلين الذين إنتموا إلى ” ستانيسلافسكي ” أو الذين إنتموا إلى مدرسة الإندماج ، وكان منهم : ” شكري سرحان ” و ” عمر الشريف ” في فيلم  قبل مرحلة العالمية ، فعلى سبيل المثال إنهال ” شكري سرحان ” في أحد المشاهد بالصفعات المتتالية مندمجاً ، ولم ينقذ الممثلة إلا كلمة توقف لكي ينقذوا الممثلة من أيدي ” شكري سرحان ” ، وكذلك ” عمر الشريف ” كانت نسبة إندماجه عالية لدرجة أدت لإحداث عاهة مستديمة بأذن ” سناء جميل ” .

 

فأثناء مشاهد فيلم ” بداية ونهاية ” لـ ” صلاح أبو سيف ” في المشهد الشهير بنهاية الفيلم كانت ” سناء جميل ” تلعب دور أخت ” عمر الشريف ” الملوثة بالعار ، وبعد إحتجازها بالقسم بتهمة الدعارة وإستدعاء أخيها الضابط ” عمر الشريف ” يأتي فيأخذها ويخرج خارج السجن ، لتحدث المواجهة والإستعطاف من الأخت .

 

إنتهت المواجهة بصفعها صفعة قوية تركت آثارها بعدم السمع في أحد الأذنين ، وبالطبع فمع ممثلة بحجم ” سناء جميل ” نحن نقف أمام مدرستين مختلفتين : مدرسة الإندماج الكامل لـ ” عمر الشريف ” ومدرسة الوعي والسيطرة تمثلها ” سناء جميل ” .

 

” سناء جميل ” بجانب أنها ممثلة موهوبة موهبة كبيرة ، فهي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ، وبالتالي فإنها تفهم وتعي الفرق بين مظاهر القوة وإستخدام القوة نفسها ، وهذا لم يكن متوفراً لـ ” عمر الشريف ” وقتها .

 

هناك فرق بين إستخدام القوة نفسها وبين مظاهر القوة ، أي هناك فرق بين أن أصفع أحداً صفعة حقيقية ، أو أن أُمثل ليظهر أن الصفعة تبدو حقيقية ، وبالطبع هذا يعود إلى درجة وعي الممثل من عدمه .

 

” شيء من الخوف ” .. مشهد الزواج الخالد في ذاكرة السينما :

 

من الأمثلة الهامة والشاهدة على إستخدام وعي الممثل – كما يجب أن يكون – مشهد الممثل الكبير ” محمد توفيق ” في فيلم ” شيء من الخوف ” لـ ” حسين كمال ” ، ويلعب ” محمد توفيق ” دور والد ” شادية ” ، ويجبر في الفيلم على تزويجها من ” عتريس ” ( الممثل محمود مرسي ) ، لينتهي الفيلم بعد ذلك بثورة أهالي القرية حين يخرجون جماعات مرددين الجملة التي أصبحت أيقونة في حد ذاتها : ” جواز عتريس من فؤادة باطل ” .

 

كان  الأداء في مشهد إستنطاق ” محمد توفيق ” من قِبل المأذون بموافقته على زواج إبنته ” فؤادة ” من ” عتريس ” – رغم أن هذا الزواج عن غير رغبته – عظيماً تبدى في تهدج الصوت وتقطع الكلمات وإرتعاش محسوب في خلجات الوجه بشكل دقيق خال من الإنفعال أو كثرة الإستخدام ، ولن تنسى ذاكرة السينما هذا المشهد وهذا الأداء تحديداً لأستاذ من أساتذة التمثيل .

 

 

 

” الزوجة الثانية ” .. صراع يودي إلى الشلل :

 

من المشاهد التي وقع فيها إندماج مشهد ” صلاح منصور ” في فيلم ” الزوجة الثانية ” ، حين ينتزع العمدة ” صلاح ” زوجة أحد الفلاحين الغلابة ، ويلعب الأدوار ” شكري سرحان ” و ” سعاد حسني ” في المشهد المُشار له … ينتظر العمدة الفتاة ويطلقها من زوجها بالإكراه لكي يتزوجها لتكون الزوجة الثانية بعد ” سناء جميل ” ( الزوجة العاقر ) ، ولكن بدهاء الفلاحين تنتقم ” سعاد حسني ” لشرفها وشرف زوجها بأن تمنع العمدة من مجامعتها .

 

تجتمع الزوجة الثانية بنفس الوقت مع زوجها السابق بعد أن إطمأنت إلى عدم شرعية بطلان زواجها الإجباري مع العمدة ، لكن ما نفذته ” سعاد ” مع زوجها الأساسي ( شكري سرحان ) نتج عنه حمل جنين ؛ مما شكل صدمة للعمدة ، فالعمدة لم يستطع أن يجامعها مطلقاً ، فإذن هناك من جامعها ويقع العمدة في صراع نفسي عنيف .

 

إنه لا يستطيع أن يجهر بحقيقة الأمر ، وفي الوقت ذاته يريد أن يثأر لشرفه ، ونتيجة لهذا الصراع يُصاب بالشلل … هذا الصراع الذي عَبر عنه ” صلاح منصور ” تعبيراً فريداً ، وبتحكم مذهل في كل أدواته من خلال التحكم في وعيه – الوعي الجمعي في تراثنا – قدم ” صلاح ” واحداً من أهم أدواره على الإطلاق إن لم يكن أهمها .

 

 

” سناء جميل ” .. إبتسامة الأموات في قفص المحكمة :

 

تألقت ” سناء جميل ” في فيلم ” حكمتك يا رب ” لـ ” حسام الدين مصطفى ” ، وتلعب ” سناء ” بالفيلم دور مهربة مخدرات لا أحد يعلم بها حتى إبنتها الطالبة الجامعية ، لنكشف أمرها لاحقاً في نهاية الفيلم .

 

تُقدم ” سناء ” لحظات درامية عديدة من أجمل لحظات التمثيل ، لكني أجزم أن اللحظة الدرامية التي قدمتها عندما كانت خلف القضبان أثناء محاكمتها تُعتبر من أعظم اللحظات الدرامية في العالم ، ففي تلك اللقطة يرتسم على وجهها شبح إبتسامة وعند النطق بالحكم يأمرها الشاويش داخل القفص  بأن تنهض ، ولكنها تستمر مبتسمة ولا تُحرِّك ساكناً .

 

عندما يقوم بتهديدها تقع على الأرض بنفس الإبتسامة وهي تُفارق الحياة ، أي أنها ماتت أثناء المحاكمة وشبح الإبتسامة يعلو وجهها … من أين جاءت ” سناء جميل ” بهذا التعبير المدهش ، وبهذا التحكم في عضلات الوجه بهذه الدقة ؟ إنها أعلى درجات الوعي بالشخصية المُناطة بها … إنها القدرة على التحكم بالجهاز العصبي بتلك الصرامة والقوة … تلك اللحظة تُعتبر درساً في التمثيل وعلومه لمن يريد .

 

بالطبع هناك الكثير من اللحظات الدرامية لكثير من الممثلين والممثلات ، وتتنوع بين التقمص والإندماج الكامل ، وقد ذكرنا عيوب الإندماج والفرق بين التحكم في الوعي وترك مساحة مقصودة بين الوعي  واللاوعي ، أي أن يُدرك الممثل أنه يقدم الشخصية الفلانية من إخراج المخرج الفلاني ، ولكنه بنفس الوقت يمسك بتلابيب الشخصية دون الإندماج الكامل بها .

أحمد عبد الصبور
أحمد عبد الصبور

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى