مايا إبراهيم فراشة الإعلام التي حلقت من الشوف إلى فضاء النجومية

كتب عزت اشرف
من بين تلال الشوف الخضراء، وبالتحديد من حصروت إقليم الخروب، برزت قامة إعلامية استثنائية لم تلتزم بمسار رسمه الآخرون، بل شقت طريقها الخاص نحو النجاح والشغف. إنها الإعلامية مايا إبراهيم، التي أثبتت أن الإصرار والعزيمة كفيلان بتحقيق الأحلام، حتى لو بدت في البداية بعيدة المنال. رحلة التعليم والشغف المؤجل حملت مايا إبراهيم شهادتها في اللغة الفرنسية من كلية التربية بالجامعة اللبنانية، مسيرة أكاديمية لم تكن رغبتها الأولى، فقد كان طموحها الأكبر وشغفها الحقيقي هو الإعلام. وعلى الرغم من رغبة والدها في أن تدرس الحقوق أو التربية، إلا أن شرارة الإعلام لم تنطفئ بداخلها، وظلت تتقد حتى حانت اللحظة المناسبة لتحقيق الحلم. هذا الإصرار على تحقيق الذات هو ما يميز مايا، ويجعل منها قدوة لكل من يؤمن بأن الأهداف الكبيرة تستحق السعي. السوشيال ميديا: بوابة العبور وعرش الألقاب لقد لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في مسيرة مايا إبراهيم الإعلامية، فكانت جسرًا عبرت من خلاله إلى قلوب الجمهور والوسط الفني والإعلامي في لبنان والوطن العربي. بفضل علاقاتها الوثيقة وصداقاتها المتينة، نالت مايا العديد من الألقاب التي تعكس تقدير زملائها ومحبيها لموهبتها وتأثيرها. “فراشة الإعلام”، “فراشة المشاهير”، “الناقدة”، “الحكيمة”، “الفيلسوفة”، “الشاعرة”، “الأدبية”، “الكاتبة”، و**”باربي الإعلام”** هي ليست مجرد ألقاب، بل هي شهادات حية على بصمتها الواضحة. ولكن في تواضعها المعهود، تؤكد مايا: “بنظر نفسي أنا مايا إبراهيم وبس والألقاب مجرد تقدير وشكرًا لهم على أمل أن أكون على قدر الصورة التي رسموني بها، إنجازاتنا في الحياة تتبع الاسم وليس اللقب.” هذه الجملة تكشف عن جوهر شخصية مايا: الثقة بالنفس، الاعتزاز بالهوية، والإيمان بأن العمل الجاد هو أساس النجاح الحقيقي. مسيرة إعلامية ثرية وكتابات تلامس الروح تزخر مسيرة
مايا إبراهيم الإعلامية بالكتابات العميقة التي تعبر عن ذاتها وما يجول في خاطرها. لقد أثرت المكتبة الصحفية بمقالاتها عبر صحيفة اللواء اللبنانية، والمستقبل الأسترالية، والعديد من المواقع، بالإضافة إلى الدستور المصرية، وعرب نيوز اللندنية، ووكالة الأنباء الدولية المصرية. قلمها لا يكتب فقط، بل يرسم صورًا وينقل أفكارًا، ليترك أثرًا في كل قارئ. لم تقتصر إنجازات مايا على الكتابة، بل امتدت لتشمل العمل الإذاعي الناجح. فقد قدمت برنامج “وردة وردة” الإذاعي عبر إذاعة جبل لبنان من لوس أنجلوس، برفقة زميلها ڤاتشي . هذا البرنامج الاجتماعي، الذي ناقش قضايا مهمة، لاقى أصداءً إيجابية وجماهيرية كبيرة. وتواصل مايا اليوم تألقها الإذاعي ببرنامج “مرايا مع إلهام ومايا” مع زميلتها إلهام حافظ من أستراليا عبر أثير Radio 2ME، والذي يحظى أيضًا بجمهور كبير وأصداء جميلة. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل مايا على إعداد العديد من البرامج الفنية، مستفيدة من علاقاتها القوية مع كبار الفنانين العرب، لتؤكد بذلك على دورها الفاعل في المشهد الإعلامي العربي. طموح تلفزيوني وحب الناس كنز لا يفنى يتطلع الكثيرون لرؤية مايا إبراهيم على شاشات التلفزيون، وهو حلم يراودها أيضًا. هذا الطموح التلفزيوني يؤكد على رغبتها في الوصول إلى جمهور أوسع، وتقديم محتواها المميز بصورة وصوت. ولكن الأهم بالنسبة لمايا هو “محبة الناس والفنانين” التي تعتبرها كنزًا لا يفنى. فكما تقول: “ابني أسمي من تعبي ومحبة الناس لي”. هذا الاعتراف بقيمة المحبة الشعبية يعكس تواضعها وعمق إنسانيتها. الرياضة: توازن بين الجسد والعقل ونقد لواقع مؤلم ترى مايا إبراهيم أن الرياضة عنصر أساسي في حياتها، فهي تمارس المشي، الجري، …، إيمانًا منها بفوائدها الجسدية والعقلية. ولكن نظرتها للرياضة لا تتوقف عند الممارسة الشخصية، بل تمتد لتلامس واقعًا مؤلمًا في بلادنا العربية، حيث تغلغلت السياسة في الرياضة، فأصبح التعصب والشعبوية سمة سيئة، وغابت الروح الرياضية والأخلاق.
هذا النقد البناء يعكس وعي مايا بالقضايا المجتمعية ورغبتها في رؤية مجتمعات أكثر صحة وسلامة. تكريم العظماء ورسالة إلى الإنسانية تكرس مايا إبراهيم جزءًا من وقتها حاليًا لكتابة مقالات عن شخصيات بارزة أثرت في الثقافة والحضارة، سواء كانوا راحلين أو على قيد الحياة. هذه المقالات، التي تنشر في جريدة الدستور المصرية ووكالة الأنباء الدولية المصرية، هي “شهادات ضوء لأسماء لا تطفأ”، و”وردة تقدير” لجهودهم وإنجازاتهم. إن شعورها بالامتنان عندما يتلقى هؤلاء الشكر على ما كتبت هو “فوق الوصف”، مما يدل على شغفها الحقيقي بالتأريخ للنجاحات وإبراز القدوات. كما خاضت مايا تجربة فريدة في كتابة الأغاني، حيث كتبت أغنية “مرقت من حدي” باللهجة اللبنانية للمطرب العراقي سيف شاهين، وذلك بعد تردد مبدئي، لتثبت قدرتها على الإبداع في مجالات مختلفة. تختتم مايا إبراهيم رسالتها بتوجه إلى الخالق، متمنية منه أن يساعدها على الاستمرار في مسيرة الصعود. كما تحمل رسالة سلام وأمل للعالم العربي: “أتمنى أن يحل السلام في مناطقنا العربية وترتدي ثوب الإنسانية وأقول للناس عودوا لربكم وضمائركم فالحياة فانية.. وأتمنى أن يأخذ الإعلام رسالته السامية”. هذه الكلمات ليست مجرد أمنيات، بل هي دعوة صادقة إلى التغيير نحو الأفضل، والتذكير بقيم الروحانية والإنسانية، والتأكيد على الدور السامي الذي يجب أن يلعبه الإعلام في بناء مجتمعات أفض